حادي عشر: من آثار التوحيد في النفوس: حفظ هذه النفوس.
أيها الإخوة! بم حفظت دماؤنا، وبم حفظت أعراضنا وأموالنا؟ إلا بكلمة التوحيد (لا إله إلا الله) ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله) فمن قال هذه الكلمة حرم ماله ودمه فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله) كما في صحيح مسلم.
بل اسمع لهذا الموقف العجيب الذي أخرجه مسلم في صحيحه من حديث أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنهما قال:(بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فصبحنا الحرقات -وهي موضع في بلاد جهينة - قال: فأدركت رجلاً فقال: لا إله إلا الله -أي أنه مشركاً- فطعنته فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله: أقال لا إله إلا الله وقتلته، قال أسامة: يا رسول الله! إنما قالها خوفاً من السلاح، فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا؟ قال: فما زال يكررها عليّ حتى تمنيت أني ما أسلمت إلا يومئذ) بماذا حفظت هذه النفس؟ بتوحيد الله بلا إله إلا الله، ولذلك ترجم النووي لهذا الحديث فقال:(باب تحريم قتل الكافر بعد أن قال لا إله الله) .