الوسيلة الثانية والثلاثون: السحر من أجمل الأوقات، وفيه نزول المولى جل وعلا، وفي رمضان لا شك نستيقظ في السحر للسحور، فأين أنت من ركعتين تركعهما في ظلمة الليل تناجي فيهما ربك؟ فكثير من الناس عن هذا غافلون أو متهاونون، وبعض الناس يتصور أنه إذا صلى التراويح مع الناس وأوتر في أول الليل انتهت صلاة الليل واكتفى بذلك، وحرم نفسه من هذه الأوقات الثمينة والدقائق الغالية.
فالله الله في استغلال السحر مادمت فيه مستيقظاً، فإن من صفات أهل الجنة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران:{الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}[آل عمران:١٧] .
ثم ذكر سبحانه وتعالى في الذاريات صفات المتقين أصحاب الجنات والعيون فقال:{وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ}[الذاريات:١٨] فهذه من صفات المتقين.
ثم هل تستغل هذه الأوقات بكثرة الاستغفار؟ فإن قلت: نعم.
فأقول: إذن عليك بسيد الاستغفار، وعليك أيضاً بكثرة التكرار للمائة والسبعين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل ليلة وقت من أوقات السحر خلال هذا الشهر المبارك.
وأخيراً لا تنس أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه.
فاحرص يا أخي الحبيب! على هذا الوقت الثمين، واحرصي يا أختي المسلمة! على هذا الوقت العظيم؛ ألا يفوت علينا، خاصةً وأننا في شهر رمضان، وخاصة وأننا ممن قام للسحور، فجميعنا يقظان في هذه اللحظات، فلنستغل هذه الدقائق بمثل هذه العبادة.