فأقول: هب أن أخوة الدين قد تلاشت من القلب، وهب أن الشعور بالجسد الواحد مات، وهب أن الهمّ للمسلمين عدم، أليس في قلبك رحمة؟! أليس فيه عطف وشفقة؟! ألست إنساناً؟! ألا تحمل بين جنبيك مضغة لحم تسميها قلباً؟! أين قلبك أيها الإنسان! وأنت بعينيك ترى الأشلاء والدماء متناثرة مبعثرة؟! أين قلبك وأنت ترى الرضع الصغار، وقد اخترقت أجسادهم الطرية رصاصات الغدر والخيانة؟! أين قلبك وأنت تسمع عن نصف مليون مسلم تفنن الصرب في قتلهم وذبحهم بالسكاكين والمناشير ودفنهم أحياء في مقابر جماعية؟! لقد نقلت محطات التلفزيون العالمية مؤخرا صور العديد من المقابر الجماعية التي حفرها الصرب في أنحاء مختلفة على أرض البوسنة، ودفنوا فيها آلاف الضحايا المسلمين المدنيين الأبرياء، وقالت جريدة الشرق الأوسط في (١٧) من شهر رمضان لعام (١٤١٦هـ) ويتبين بعد جمع الشهادات والتحقيقات الصحفية بصورة شبه أكيدة أن هناك خمسة عشر موقعا لهذه المقابر، وتعتبر منظمات لحقوق الإنسان أن ثمة مائتي مقبرة جماعية تقريبا في أنحاء مختلفة من البلاد تحتوي على جثث تمّ دفنها بسرعة إلى جانب الآلاف من جثث المسلمين إلى آخر الخبر.
أين هذا القلب وهو يسمع أن مائة ألف شيشاني قتلهم الروس الشيوعيون حتى الآن، وما يزال الآلاف يتساقطون؟! ما وقع هذه الأخبار على قلبك أيها الإنسان؟! أين هذا القلب وهو يسمع أنين وصرخات أكثر من ستين ألف مسلمة انتهك عرضها، وضاع شرفها، وملئت بأولاد الكافرين أحشاؤها؟! هي تصرخ وتئن من تحت ذلك العلج الكافر فمن يسمع صراخها، ومن يجيب نداءها؟! أين قلبك؟ وكيف حالك وأنت تسمع هذا الخبر الذي نشرته جريدة عكاظ في (٢/٢/١٤١٤ هـ) ، حيث تقول الجريدة: هرّبت إسرائيل عشرين ألف طفل صومالي إلى إسرائيل خلال شهر يوليو للعام (١٩٩٢م) بهدف تربيتهم في المستعمرات الإسرائيلية وضمهم للجيش الإسرائيلي مستقبلا، وتمت عملية التهريب بعد أن قام وفد رفيع المستوى يمثل الحكومة والكنيست بزيارة إلى الصومال والالتقاء بمسئولين صوماليين؟! أين قلوبنا؟ وماذا عملنا لإخواننا ونحن نسمع مثل هذه الأخبار؟! عذراً أيها المسلمون المستضعفون في كل مكان، فها نحن نبلغ إخوانكم شيئا من أحوالكم.
عذراً ربى المجد إن القوم قد هانوا وإنهم في أيادي المعتدي لانوا
عذراً فما ردهم عما يحاك لهم وعي ولا ردهم دين وقرآن