رابعاً: لنعلم أنه لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، وهو الرجوع إلى الله بقوة، فلنراجع أحوالنا، ولنغير ما بأنفسنا حتى يغير الله حالنا إلى سيادة وعزة ورفعة.
لماذا هذا الإفراط العجيب في الشهوات والملذات؟ لماذا هذا الإسراف والتبذير؟ لماذا هذا التهاون والتكاسل بفرائض الدين؟! لماذا نحتقر الآخرين ونبخس جهدهم؟! لماذا هذه الأنا العجيبة عند بعض المسلمين؟! لماذا نعادي ونبغض إخواناً لنا من المسلمين وربما نحب ونوالي الكثير من الكافرين والمشركين؟! أيها الأخ الحبيب! لا يكفي أن نكون صالحين، بل لا بد أن نكون مصلحين، فلماذا لا نحرص على صلاح المسلمين في كل مكان؟ فالوسائل والفرص متاحة بجميع اللغات والجنسيات -والحمد لله- فلا عذر لأحد.
واسمع لهذه الآية جيداً، قال الله:{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ}[الأعراف:١٧٠] .
قال:{الْمُصْلِحِينَ} ولم يقل: (الصالحين) وقال: {يُمَسِّكُونَ} بالتشديد، ولم يقل:(يمسكون) فهل نعتبر؟!