للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الأفضل في أعمال من هو قدوة حسنة]

السؤال

ما رأيك في قدوة يقتدى به؛ هل الأفضل له الإسرار أم الإعلان؟

الجواب

أجبنا وتكلمنا عن هذا، ولكن ليس للقدوة دائماً أن يُظهر أعماله من أجل أن يقول: إنه قدوة، أما الأعمال التي تظهر والتي تعود أن يظهرها من السنن وغيرها أمام الناس، أو أن يفعلها في الخفاء والسر فلا يمنعه أن يفعلها أمام الناس، لأن بعض الناس قد تعود مثلاً أن يصلي ركعتي الضحى ولا يجلس في المجلس حتى يصلي الركعتين، فيقول: المسجد اليوم فيه ناس، فأخشى إن فعلت ذلك يقولون: هذا فيه وفيه!! لا! تعودت أن تفعل ذلك سواء كنت أمام الناس أم خافياً عن أعين الناس فافعل ذلك ولا يهمك -وهذه النقطة أكررها كثيراً- لا يهمك ملاحظة الناس وإياك أن تفتح على نفسك باب ملاحظة الناس -كما ذكر الإمام النووي ذلك- لا تفتح على نفسك باب ملاحظة الناس والنظر إلى أقوالهم وأفعالهم أو نظراتهم إليك؛ فتغلق على نفسك باب العمل! لا! بل اعمل! أما إن كان قدوة فلا بأس أن يفعل بعض الأعمال إن كان الناس يرونه، وإن كان الناس يفعلون بفعله، ولكن بشرط أن الله عند نية العبد وقصده، لا يهمه نظر الناس إليه أم لم ينظروا، لا يهمه فعل ذلك ظاهراً أم خافياً عن أعين الناس، الأمر عنده سواء، فإن وجد في نفسه شيئاً فليترك العمل، وإن أدخل الشيطان على قلبه مداخل فليترك العمل أمام الناس ولا يقول إنني قدوة! وليخف كثيراً من الأعمال بينه وبين ربه، حتى القدوة يجب أن يكون بينه وبين ربه أسرار وأسرار -كما ذكرنا- وقد سمعت كثيراً من القدوات الذين من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم أخفوا أعمالهم بينهم وبين ربهم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، وأسأل الله جل وعلا أن يعفو عنا جميعاً، وأن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال، وأن يعيذنا وإياكم من الرياء والتسميع، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>