أن تدعو الله بصدق وإلحاح أن يرزقك قلباً سليماً محباً للآخرين، فقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:(اللهم إني أسألك قلباً سليماً) وردد يا أخي الحبيب! {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا}[الحشر:١٠] واسأل الله حسن الخلق، (فإن العبد ليدرك بحسن الخلق درجة الصائم القائم) ، وما وصل أولئك الرجال إلى ما وصلوا إليه إلا بسخاء الأنفس، وسلامة الصدر، والنصح للأمة كما ذكرنا.
فاحرص على الدعاء لإخوانك، وما أجمل العفو، فقل قبل منامك: اللهم من سبني أو شتمني أو ضربني فإني قد عفوت عنه لوجهك الكريم، ما أجمل أن تردد هذه الكلمات في نفسك كل ليلة، فإذا نمت نمت بقلب سليم، وإذا مت مت بقلب سليم.
ثم أتبع هذه الكلمات بقولك: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، أسألك بالله يا أخي الحبيب! هل ستكون أحلم من الله جل وعلا؟! فكما عفوت أنت عن خلقه فسيعفو الله عنك إن شاء الله، ثقةً بالله، فالله أحلم وأعظم وأكرم، فاعف عن عباد الله يعف الله عنك، طهر قلبك من الحقد والغل على الآخرين؛ تجد أن الله سبحانه وتعالى يحفظك ويوفقك ويعلي درجتك.