[الازدواجية في الأخلاق بين حسن المظهر ووحشة المخبر]
ومن مظاهر الازدواجية -أيضاً-: أن ترى بعض الشباب يعجبك حسن مظهره، ويجذبك سحر عطره، وتصفيف شعره، ولولا الحياء لأطنبت في الوصف مما يرى ويشاهد على بعض شبابنا هذه الأيام من حرص على المظاهر والأشكال، ومع ذلك انحراف في السلوك والأخلاق، فلا مانع لديه أن يكذب، وأن يلعن ويشتم، وربما يزني ويسرق، أو يغش ويخدع، لا مانع لديه أن يتخلى عن دينه وأخلاقه من أجل شهوة، فأفسد المسكين جمال الظاهر وجمال الباطن.
أيها الشاب! ليس الإنسان إنساناً بجسمه وصورته، لا والله! ولا بثيابه ومظهره! بل هو إنسان بروحه وعقله وخلُقه.
يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته أتعبت نفسك فيما فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان
أيها الشاب!
هل ينفع الفتيان حسن وجوههم إذا كانت الأخلاق غير حسان؟
إن في قلبك فطرة الخير ففتش عنها وأشعل جذوة الخير فيها.
أيها الشاب! إن من تمام سعادتنا أن نتمتع بمباهج الحياة وشهواتها، لكن في حدود الشرع:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا}[القصص:٧٧] .