للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مستنقعات ترسم لها زينة الجنات]

أختاه! لماذا النظر لنساء قذرات دنسات سيئات الأخلاق؟! لماذا لم نعد نفرق بين مسلمة وكافرة، وبين صالحة وفاسقة؟ سبحان الله! الألبومات لكثير من الأخوات مليئة بالصور لكثير من الكافرين والكافرات، لماذا بعض الأخوات لم تعد تفرق بين الفضيلة والرذيلة؟! حتى تعلقت قلوب الكثير من الفتيات بما يعرض ويشاهد على الشاشات من مناظر الجمال والخضرة، ومشاهد الزينة والفتنة المزيفة بالمساحيق والمكايج؛ حتى اقتنع الكثير من الأخوات أن أولئك يعيشون في جنة الدنيا، وأنهم في غاية السعادة والأنس والانبساط، ونسينا أن اسم هذا تمثيل، وأنه فقط لبضع لحظات وقت الوقوف خلف الشاشات، وأنها أجساد تشترى، وصور تنتقى ببضع ريالات، فربما أعوزهم لهذا الفقر والحاجة أو فساد الدين والمعتقد.

اسمعي إن كنت تعقلين كتبت إحدى الكاتبات في صحيفة الأيام في عددها (٣٣٠٠) تقول تحت عنوان: (جواري الفيديو كليب) فقالت: قرأت تحقيقاً مصوراً حول سوق لفتيات فيديو كليب، كان تحقيقاً مخزياً بمعني الكلمة، كان عبارة عن سوق للرقيق -سوق نخاسة- يمارسه البعض تحت اسم الفن والإعلام إلى أن قالت: فذكروا أن هناك أسعاراً متنوعة للفتيات، وهناك قوائم مصنفة للفتيات، وكتلوجات جاهزة للعرض، فالسمراء لها سعر، والشقراء لها سعر، والطول الفارع له سعر، والسن له سعر، ونسبة الجمال لها سعر، والجنسيات لها سعر، وإجادة الرقص لها سعر، وهناك فتيات رخيصات التكلفة للتصوير السريع، وللميزانية التي على قدر حالها كما تقول الصحيفة إلى آخر المقال.

أرأيتِ أخيتي! إنه سوق لبيع الجواري، إنه امتهان واحتقار لكرامة المرأة، والأمثلة كثيرة والوقت يضيق، ولا أحب أن أوذي مشاعرك بكثرة الغثاء.

فتنبهي أيتها الغافلة! أفيقي أيتها العاقلة! شتان بين الواقع والخيال، وبين الوهم والحقيقة، هل سألت نفسك بصدق: هل تلك النسوة اللاتي يعرضن أنفسهن بالليل والنهار على صفحات المجلات والشاشات، وهن يظهرن الأفخاذ والنحور ويبتسمن وكأنهن أسعد الخلق، هل هن في حياتهن بسعادة حقيقية ولا يعرفن المشاكل والهموم والأحزان؟!

<<  <  ج: ص:  >  >>