[ثالوث السعادة بين الوهم والحقيقة]
يتوهم الكثير من الناس أن السعادة في (المال والشهرة والجمال) ثالوث السعادة -كما يقال- فاندفعن الكثير من الفتيات وراء بريقه وتسعى وراء تحقيقه، وربما غرها حصول الكثير من الشهيرات الجميلات الغنيات على هذا الثالوث، لكن هل وجدن السعادة الحقيقة؟! أيتها الفتاة! اسمعي الإجابة منهن نطقنها بألسنتهن وكتبنها بأيديهن، فهذه إحداهن كتبت رسالتها، من هي؟!! إنها مارلين مونرو، امرأة وصلت لحد الشهرة العالمية، اسمعيها في النهاية تقول: (احذري المجد، احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً، إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية على كل شيء، إن سعادة المرأة في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة إلى آخر كلامها.
أخيتي! كوني فتاة عاقلة، استفيدي من تجارب الآخرين، اسمعي لأقوال بعض الفنانات التائبات، فهذه تقول: لأول مرة أذوق طعم النوم، قريرة العين، مطمئنة البال، مرتاحة الضمير.
وتلك تقول: لم أكن أحيا قبل أن يهديني الله، لقد عرفت الحياة الحقيقية بعد الهداية! وثالثة تقول: ما أحلى حلاوة الإيمان، وعلى من تذوقتها أن تدل الناس عليها، أشعر الآن بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان! هؤلاء الممثلات وصلن للشهرة والمال وما تحلم به كثير من الفتيات، فهل وجدن السعادة؟! وهل وجدن الرضى والطمأنينة؟! أبداً والله، إلا بالإيمان حياة الروح وروح الحياة.
أيتها الأمل! إن السعادة أمامك وأنت تبحثين عنها، وطريقها سهل واضح لصاحبة الهمة والعزيمة، إنها في القرآن، ألم تقرئي في القرآن: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل:٩٧] .
فالسعادة ليست بالمال والشهرة والسفر والطرب، إن الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح، هكذا أخبر الرحمن في القرآن.
أيتها الأمل! إن من أعظم أسباب السعادة: المحافظة على الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وحال الفتاة مع الصلاة حال يرثى لها ليس بتركها، فقد أجاب (٩١%) أنهن من المحافظات على الصلاة -والحمد لله- ولكن بإهمالها وتأخيرها عن وقتها ونقرها كنقر الغراب وعدم الطمأنينة فيها، وهذه كلها من أسباب ردها وعدم قبولها، فقد تقدمين على الله وليس لك منها ركعة، ومتى تشعرين بقيمة الصلاة وأهميتها لحياتنا؟ فأنت تعلمين أنك ضعيفة وعرضة للأمراض والعاهات، وتحتاجين ولا شك لخالقك أن يحفظك ويشفيك ويوفقك، وأنت تبحثين أيضاً عن السعادة والراحة النفسية وتشترينها بمال الدنيا كلها.
ولو ألقيت نظرة على العيادات النفسية وأماكن قراءة الرقى الشرعية؛ لوجدت عجباً من حالات الاكتئاب والضيق والهموم والغموم.
النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الصلاة نور) فهي نور للقلوب والوجوه والله تعالى يقول {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [طه:١٢٤] فهل بعد هذا كله نقطع الصلة بصلاتنا، أو نتهاون فيها وهي مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة؟! اسألي نفسك أخيتي! كم هي الصلوات التي خشع فيها قلبك له؟!! كم دمعت فيها عيناك خوفاً من الله؟! وكم هي اللحظات التي اقشعر فيها جلدك من خشية الله؟! إنها الصلاة مفتاح السعادة من حافظ عليها فهو على خير مهما وقع منه.
آه من قسوة قلوبنا ويا لله ما أشد غفلتنا! وإلا فكم قد سمعنا عن تلك التي اشتعل عليها قبرها ناراً! والتي انقلب بياضها سواداً! والتي جحظت عيناها ونتنت ريحها وثقلت جثتها! وهذه كلها صور لسوء الخاتمة لمن تهاونت بالصلاة وأخرتها عن وقتها، فكيف حال من تركها، نسأل الله العفو والمغفرة وحسن الخاتمة.