الوسيلة الثانية عشرة من الأفكار والاقتراحات العامة: توجه بعض الشباب ليؤموا الناس في القرى والهجر، وللدروس والتوجيه، وهذه تختلف عن الوسيلة الأولى؛ لأن الوسيلة الأولى فقط في نهاية الأسبوع للتوزيع وإطعام الطعام، ولا بأس بالخطب كما ذكرنا، ولكن هذه الفكرة هي أن يتوجه عدد كبير من الشباب إلى القرى والهجر خلال هذا الشهر ليؤموا الناس هناك، ولإلقاء الدروس، وإرشاد الناس وتوجيههم، فإن الجهل هناك عظيم كما تعلمون، فكم من المسلمين في هذه الأماكن لا يجدون حتى من يصلي بهم، وإن وجدوا فخذ اللحن والأخطاء الجلية في كتاب الله جل وعلا، وإن وجدوا أيضاً من يقرأ ويصلي بهم فإنهم لا يجدون الموجه الذي يبين لهم كثيراً من الأحكام ومن الفقه في أمور دينهم.
ولو نظرنا لسيرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هل مكثوا في المدينة؟ لا.
بل إنك تجد أنه ما مات منهم بـ المدينة إلا عدد قليل، كلهم توجهوا شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً لبث الدعوة، ونشر الإسلام وتفقيه الناس، فقد يتثاقل بعض الشباب عن مثل هذا الأمر، فأقول: لا بأس بالتعاون؛ بالتناوب بين بعض الشباب لسد هذه الأماكن وحاجاتها، ولو في القرية الواحدة والهجرة الواحدة، يتناوب عليها ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو أقل أو أكثر.
ولو قامت -أيضاً- مكاتب الأوقاف لشئون المساجد بالتعاون مع مكاتب الدعوة والإرشاد؛ بالتخطيط والتنظيم لهذه الفكرة، وقام المحسنون أيضاً برصد المكافآت المالية لأولئك الشباب المحتسبين، لوجدنا ورأينا أثر هذا الأمر على تلك المناطق.
وقد سمعت -ولله الحمد- أن وزارة الشئون الإسلامية ممثلةً بمكاتب الأوقاف وشئون المساجد، قد وضعت مكافأةً ماليةً قدرها ألفا ريال لأولئك الذين يؤمون الناس في تلك المساجد الشاغرة، سواءً في داخل المدينة أو في غيرها.
فما هو عذركم أيها الشباب أمام الله والسبل كلها مهيئة؟