أخيراً نأتي لحكم هذه اللعبة شرعاً: وهذا الذي نريده من شبابنا، وأقول لشبابنا وإخواننا وأحبائنا لاعبي البلوت: أسأل الله عز وجل أن ينجيكم من هذه اللعبة ومن كل بلاء.
أقول اسمعوا بارك الله فيكم فإننا نستجيب لنداء الله عز وجل.
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز حفظه الله تعالى هذا السؤال الذي يقول: هل يجوز لعب الورق البلوت، وما حكم لعب الشطرنج مع العلم أنهما لا يلهيان عن الصلاة؟ يقول الشيخ حفظه الله تعالى: لا تجوز هاتان اللعبتان وما أشبههما، لكونهما من آلات اللهو، ولما فيهما من الصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة وإضاعة الأوقات في غير حق، ولما تفضي إليه من الشحناء والعداوة، هذا إذا كانت هذه اللعبة ليس فيها عوض، أما إن كان فيها عوض مالي فإن التحريم يكون أشد؛ لأنها بذلك تكون من أنواع القمار الذي لا شك في تحريمه ولا خلاف فيه، والله ولي التوفيق.
وسئل أيضاً فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله تعالى هذا السؤال الذي يقول: ما حكم اللعب بالورقة والشطرنج؟ فقال الشيخ حفظه الله تعالى: قد نص أهل العلم -رحمهم الله- أن اللعب بهما حرام كما ذكر ذلك مشايخنا، وذلك لما فيهما من الإلهاء الكثير والصد عن ذكر الله سبحانه وتعالى؛ ولأنهما ربما يؤديان إلى العداوة والبغضاء بين اللاعبين، وكثيراً ما يكون اللعب على عوض، ومعلوم أن العوض لا يجوز بين المتسابقين إلا فيما نص عليه الشرع وهي ثلاثة أشياء: النصل والخف والحافر، ومن تأمل أحوال لاعبي الشطرنج والورقة تبين أنه قد ضاع عليهم أوقات كثيرة يمضونها في غير طاعة الله وفي غير الفائدة التي تعود عليهم في أمر دنياهم، يقول بعض الناس: إن لعب الورقة والشطرنج يفتح الذهن وينمي الذكاء، ولكن الواقع خلاف ما يدعيه هؤلاء، بل إنه يبلد الذهن ويجعل الذهن مقصوراً على هذا النوع من الذكاء بحيث لو أن الإنسان استعمل فكره في غير هذه الطريقة ما وجد شيئاً، وعلى هذا فإن تبليد الفكر وقصره على هذا النوع من الذكاء يوجب للإنسان العاقل أن يبتعد عن فعلهما.