ثانياً: أنت مطالب بالدعاء لإخوانك والتضرع إلى الله عز وجل والإلحاح عليه، فهو سلاح الخطوب وهو سلاحك أيها المؤمن! يستدفع به البلاء ويرد به شر القضاء، وهل شيء أكرم على الله من الدعاء؟! لكنه يحتاج إلى لسان صادق، وقلب خافق، يعتصره الألم ويحرقه الهم.
أيها الأخ! اعلم أنه سبحانه بفضله ومنّه وكرمه يجيب الدعاء، ويحقق الرجاء، ويكشف البلاء، لكننا نريد حقيقة الدعاء وحقيقة الالتجاء وحقيقة التضرع والشكوى (فإن الله لا يقبل دعاءً من قلب غافل لاه) .
إن للدعاء أثراً في تحقيق الرغائب، ودفع المصائب، وحصول الطمأنينة والسكينة، فأين أثر دعائنا؟! إننا لا نستعجل الإجابة، ولكننا نريد الصدق في الدعاء نريد من يرفع يديه في ظلمة الليل من أجل إخوانه! سبحان الله! أليس فينا أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره؟! إن إخواننا بشر مكلفون، وهم مسلمون وفيهم الصالحون والمؤمنون، فإلى كل مسلم ومسلمة يريد نصرة إخوانه أقول: الله الله في الدعاء، الله الله في الدعاء كما ينبغي.
وإلى كل بلد أصيب ببلاء وضراء أقول: الله الله في التضرع والإلحاح على الله، فإن الله يقول:{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ * فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[الأنعام:٤٢-٤٣] .
إياك إياك والملل من الدعاء أو استبطاء الإجابة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:(يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، ويقول: قد دعوت فلم يستجب لي) .
إننا لا نحمل هم الإجابة؛ فإن الله وعدنا بها، ولكننا نحمل هم الدعاء بآدابه وشروطه، فهل من مجيب؟