- الوسيلة التاسعة والثلاثون: أقول لأصحاب الحملات أو من يذهبون إلى الحج جماعات، ولو كانوا جماعةً قليلةً، أقول للمسئول عنهم: اعلم وفقك الله أن لكل إنسان قدرات وله مواهب، وهي تحتاج لاستغلال وتشجيع، فأحسن التعامل مع هذه القدرات وأعطها الفرص للعمل، كل بما يستطيع، فهذا -مثلاً- يحسن إلقاء الكلمة الطيبة، وذاك يحسن الكتابة والخط، وآخر نشيط متحرك يصول ويجول، وصالحة من المؤمنات تحسن وضع المسابقات الثقافية، وأخرى تحسن الخدمة وتقوم على الأخريات، وثالثة تجيد القيادة والتخطيط، وما أكثر الطاقات والمواهب في إخواننا وأخواتنا، لكنها تبحث فقط عمن يعطيها الفرصة للعمل وتوظيف هذه الطاقة.
فالله الله يا من توليت المسئولية! فإن حسن القيادة لا أن تكون آمراً ناهياً، إنما حسنها أن تضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
وموسم الحج فرصة لإبراز الطاقات والمواهب، كل بما يستطيع، وكل ميسر لما خلق له، وكل على خير إذا أخلص النية لله وكان عمله مشروعاً، فلا يجوز أن نستهين بأحد من الناس وإن كان عمله صغيراً، لا بد أن نشعر الجميع أنهم ينفعون، وأن فيهم خيراً كثيراً، لا بد من غرس الحس الدعوي لدى الجميع، الرجال والنساء والصغار والكبار، للعمل يداً واحدةً لهذا الدين؛ فالعمل لهذا الدين مسئولية الجميع.