قال ابن القيم في مدارج السالكين: سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين، ثم تلا قوله تعالى:{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}[السجدة:٢٤] .
قال ابن القيم الوجه الحادي والثلاثون بعد المائة -أي: في مفتاح دار السعادة، أي: في فضل العلم-: أنه لو لم يكن من فوائد العلم إلا أنه يثمر اليقين الذي هو أعظم حياة القلب، وبه طمأنينته وقوته ونشاطه وسائر لوازم الحياة إلى أن قال: وقيل: إذا استكمل العبد حقيقة اليقين صار البلاء عنده نعمة، والمحنة منحة، فالعلم أول درجات اليقين إلى آخر كلامه رحمه الله.
فيا كل معلم ومتعلم! الله الله في اليقين بالله، فإن ضعف اليقين بالله آفة أهلكت الكثير من الصالحين فضلاً عن عامة المسلمين.
ورد عن عطاء الخراساني أنه كان لا يقوم من مجلسه حتى يقول: اللهم هب لنا يقيناً بك حتى تهون علينا مصيبات الدنيا، وحتى نعلم أنه لا يصيبنا إلا ما كُتب لنا، ولا يأتينا من هذا الرزق إلا ما قسمت.
انتهى كلامه.
وحقيقة اليقين: الصبر والثقة بموعود الله عز وجل.
واسمع أيها الحبيب! في سر الضعف والفتور الذي أصاب كثيراً من المسلمين اليوم: قال لقمان لابنه: يا بني! العمل لا يستطاع إلا باليقين، ومن يضعف يقينه يضعف عمله.
إذاً: فلعل ضعف اليقين عندنا هو السر في قلة العمل والفتور والكسل.
اللهم نسألك يقين الصادقين، وصدق الموقنين، ونسألك قوة في دين، وحزماً في لين، وإيماناً في يقين، اللهم إنا نسألك يقيناً تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم احفظنا بحفظك يا أرحم الراحمين!