ثم تعال وانظر لحكم الصلاة وفوائدها العظيمة، فإن منها: أولاً: أنها سبب للمودة والألفة والترابط بين جماعة المسلمين: فنحن نراك خمس مرات في اليوم والليلة، فلم حرمت نفسك من المحبة والترابط؛ فأنت بحاجة لإخوانك وجيرانك؟! ثانياً: هي سبب لتحصيل الأجور والحسنات وتكفير الذنوب ومحو السيئات: فبكل خطوة ترفع لك درجة، ويحط عنك خطيئة، وهي كفارة لما بينها، والملائكة تصلي عليك وتستغفر لك ما دمت في مصلاك، أفتراك استغنيت عن هذا كله بترك الصلاة في المسجد؟! ثالثاً: هي سبب للسعادة والاطمئنان وطرد الهموم والقلق: فإن الصلاة نور لصاحبها في قلبه ووجهه وقبره، وقد مزقت الهموم والغموم قلوب كثير ممن هجروا المساجد، فتعال وانظر لحالهم، فإن سيماهم في وجوههم من أثر المعاصي والذنوب.
رابعاً: فوائد الصلاة كثيرة جداً، ولو لم يكن منها إلا أنها طاعة لله الذي خلقك فأحسن خلقتك، وأنعم عليك ورزقك، وامتن عليك بصحة وعافية، أفيجوز أن يعطيك هذا كله ثم يأمرك فتعصي؟! إنها صفة اللئام، وإنها الدناءة والخفة والفجور أن ينعم عليك فتعصيه.
إن الإصرار على المعصية قد يكون سبباً في سوء الخاتمة، فإن الذنوب ما تزال بالرجل العظيم حتى تميت قلبه وتورده جهنم، عياذاً بالله.
فاصدق مع الله وحاسب نفسك، ارجع إلى نفسك قبل غرغرة الروح، تضرع إلى الله بالدعاء، خذ بالأسباب المادية من النوم مبكراً ووضع منبه، وجاهد النفس وتذكر {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَاماً كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ}[الانفطار:١٠-١٢] .
هذه رسالة إلى أخينا وجارنا الذي فقدناه في صلاة الجماعة، فهل بعد هذا البيان من عذر؟ وهل لهم حجة أمام الله؟ هذه الرسالة أمانة في عنق كل مصل لإيصالها إلى كل تارك لصلاة الجماعة، فلنجتهد في نصحهم، ولنجتهد في إيصال مثل هذه الرسالة لهم، ولنذكرهم بالله، ولنخوفهم بالله، ولنعذر أمام الله، ولنبرئ أنفسنا أمام الله.
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.
وأسأل الله الكريم المنان أن يمنَّ علي وعليك وعلى جميع المسلمين بهداية وتوفيق دائمين حتى نلقاه.
اللهم صل وسلم وبارك أطيب وأزكى صلاة وسلام وبركة على نبينا محمد الصادق الأمين وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين وخلفائه الراشدين وسائر الصحابة أجمعين.
اللهم اجمع كلمة المسلمين على التوحيد يا رب العالمين، اللهم وفق ولاة أمورنا لما تحبه وترضاه، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة، اللهم اجعلهم هداة مهتدين، صالحين مصلحين.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.