أخرج أبو داود في الأدب باب: في الرجل يحل الرجل قد اغتابه، وابن أبي الدنيا في مكارم الأخلاق باب: فضل كظم الغيظ، وأخرجه أيضاً ابن السني في عمل اليوم والليلة باب: ماذا يقول إذا أصبح، ثلاثتهم من حديث قتادة عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه:(أيعجز أحدكم أن يكون كـ أبي ضمضم، قالوا: ومن أبو ضمضم يا رسول الله؟ قال: رجل كان إذا أصبح يقول: اللهم إني قد وهبت نفسي وعرضي، فلا يشتم من شتمه، ولا يظلم من ظلمه، ولا يضرب من ضربه) .
هذا لفظ الطبراني وابن السني وهو ضعيف، وأخرجه أبو داود من وجه آخر موقوف على قتادة وأخرجه البخاري أيضاً في التاريخ في ترجمة محمد بن عبد الله العمي.
وقال ابن حجر: وقد أخرجه أبو بكر البزار في مسنده والعقيلي -أي في الضعفاء - وكذلك الساجي والبيهقي في الشعب.
وقال الألباني في الإرواء عن هذا الحديث: والمحفوظ عن قتادة، وإسناده صحيح إلى قتادة.
ثم ذكره في صحيح أبي داود، وقال: صحيح مقطوع.
أرأيت صفة أبي ضمضم هذا؟! اسمع ماذا قال عنه ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه مدارج السالكين: والجود عشر مراتب، ثم ذكرها، فقال: والسابعة: الجود بالعرض كجود أبي ضمضم من الصحابة رضي الله عنهم، كان إذا أصبح قال: اللهم لا مال لي أتصدق به على الناس وقد تصدقت عليهم بعرضي فمن شتمني أو قذفني فهو في حل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من يستطيع أن يكون منكم كـ أبي ضمضم، وفي هذا الجود من سلامة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة الخلق ما فيه اهـ.