[وعيد النبي صلى الله عليه وسلم لتارك صلاة الجماعة]
أخي الكريم! يا جارنا العزيز! يا من فقدناه في مسجدنا! ألم تسمع بهذا الوعد والوعيد والتهديد الشديد من النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم عندما قال:(لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة فأحرق عليهم بيوتهم بالنار) .
وفي رواية للإمام أحمد أنه صلى الله عليه وسلم قال:(لولا ما في البيوت من النساء والذرية؛ أقمت صلاة العشاء، وأمرت فتياني يحرقون ما في البيوت بالنار) .
إن الرسول همّ أن يحرق على هؤلاء المتخلفين عن صلاة الجماعة تلك البيوت التي تؤويهم عن أداء هذا الواجب العظيم، فيذهب الحريق بنفوسهم وأموالهم عقاباً لهم على ترك هذه الشعيرة، وهذه عقوبة غليظة لا تكون إلا على جريمة عظيمة، إنه لو أحرق بيتاً على من فيه بالنار لفزع الناس من ذلك فزعاً شديداً، ولو فعل ذلك بمن يترك الجماعة لكان هذا جزاؤه شرعاً.
وقد كان الصحابة يهتمون بصلاة الجماعة وينكرون بشدة على من تخلف عنها ويصفونه بالنفاق، ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال:[من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن، فإنهن من سنن الهدى، وإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى، وإنكم لو صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو أنكم تركتم سنة نبيكم لضللتم، وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئة، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف] .
هذا ما قاله عبد الله بن مسعود عن مكانة صلاة الجماعة عند صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكمهم على من تخلف عنها، إنه عندهم منافق معلوم النفاق ينبذونه ويهجرونه.
والمتخلف عن الصلاة اليوم أخ عزيز لدينا نكرمه ونخالطه ونعاشره، ما كأنه ارتكب جريمة، وما كأنه عصى الله ورسوله، وهذا مما يدل أن ميزان الصلاة لدينا خفيف، وأمرها هين.