وفي الخاتمة: وأخيراً: أعتذر إليك يا أخي الحبيب! فقد أثقلت وأكثرت العتاب ولكن إكثاري بجانب عفوك وحلمك قليل، ولكن صدقت الخلة فزالت الكلفة، وقد كان السلف رضوان الله عليهم إذا غضبوا غفروا وصفحوا؛ طلباً لفضيلة العفو وكظم الغيظ.
من لي بإنسان إذا ما أغضبته وجهلت كان الحلم رد جوابه
وإذا طربت إلى الحديث شربت من أخلاقه وسكرت من آدابه
وتراه يصغي للحديث بقلبه وبسمعه ولعله أدرى به
فأنا أعلم أنكم أدرى بمثل ما قلت، وأن ما عندكم خير مما عندي، ولكنه العتاب الذي يكون بين الأحباب والأصحاب، خلجات قلب وهمسات صدر أحببت أن أبثها لإخواني.
ولما انتهى العتاب بيني وبين صاحبي واتجهت إلى الباب، عمد صاحبي إلى العناق وأكثر من البكاء والانتحاب.
وقفنا وثالثنا عبرة فيشكو إليّ وأشكو إليه
وولى يخوض دموعاً جرين من مقلتي ومن مقلتيه
ويستودع الله ما في يدي وأستودع الله ما في يديه
اللهم اهدنا لأحسن الأقوال والأفعال لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وارزقنا صلاح الظاهر والباطن وصدق النية وحسن الخاتمة.
وسبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك.