أما الجمال والزينة للرجل فبحدودها الشرعية، فلا إسبال، ولا حلق للحية، ولا وضع للأصباغ والمساحيق كما يفعل بعض شبابنا.
(سئلت عائشة بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك) .
والحديث أخرجه مسلم.
وذكر بعض أهل العلم فائدةً ونكتةً علميةً دقيقةً، قالوا: فلعل النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك؛ ليستقبل زوجاته بالتقبيل.
وعند البخاري أن عائشة قالت:(كنت أطيب النبي صلى الله عليه وسلم بأطيب ما أجد حتى أجد وبيص الطيب في رأسه ولحيته) .
وفي البخاري -أيضاً- أن عائشة قالت:(كنت أرجل رأس النبي صلى الله عليه وسلم -يعني أسرح شعره- وأنا حائض) .
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وتقليم الأظافر، وقص الشارب) والحديث أخرجه البخاري في صحيحه في كتاب اللباس.
وفي البخاري -أيضاً- من حديث ابن عمر أنه صلى الله عليه وسلم قال:(خالفوا المشركين، ووفروا اللحى، وحفوا الشوارب) .
وفي هذه الأحاديث كلها وغيرها، بيان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم من التجمل والتزين الشرعي الذي يحبه الله، بخلاف ما عليه بعض الرجال اليوم من إفراط أو تفريط في قضية الزينة والتجمل للمرأة، ومن المبالغة في التجمل.
ومن أعجب المتناقضات التي يعيشها بعض الرجال أن تجده يحلق لحيته للتجمل والزينة كما يقول، ثم تشم منه رائحةً كريهةً عفنةً وهي رائحة التدخين! فأين أنت والتجمل الذي تريده يوم أن حلقت لحيتك وشربت الدخان؟! وآخرون وقعوا في تفريط عظيم وتقصير عجيب في قضية التجمل والزينة، تبذلٌ في اللباس، وإهمال للشعر، وترك للأظافر والشوارب والآباط، وروائح كريهة! والخير كل الخير في امتثال المنهج النبوي في التجمل والتزين والاهتمام بالمظهر، وهو حق شرعي للمرأة وسبب أكيد في كسب قلبها وحبها، فالنفس جبلت على حب الأفضل والأجمل والأنظف.