[النتيجة الأولى: تبديد الحسنات وإهدار العمل الصالح]
أقول أيها الأخ الحبيب! ويا أيتها الأخت المسلمة! إننا أحوج ما نكون إلى العمل الصالح والحسنات، وأراك تحرص على مجاهدة النفس لعلها أن تعينك على القيام بعمل صالح، من صلاة أو صيام أو صدقة، وقد تنتصر عليها وقد لا تنتصر، وإن انتصرت وقمت بالعمل فلا يسلم من شوائب كثيرة، مثل: الرياء والنقص وحديث النفس، وغيرها من مفسدات الأعمال، مع ذلك كله، فإني أراك تبذر هذه الحسنات في المجالس وتنثرها في المجالس والمنتديات.
ماذا تراكم تقولون أيها الأخيار! في رجل أخرج من جيبه عشرات الريالات ثم نثرها في المجلس وبددها؟ أهو عاقل أو مجنون؟ إن من جلس مجلساً ثم أطلق للسانه العنان فهذه علامة أكيدة على إفلاسه في الدنيا والآخرة.
فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(أتدرون من المفلس؟! قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي مَنْ يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته، فإذا فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) والعياذ بالله، والحديث أخرجه مسلم في صحيحه.
وعن أبي هريرة -أيضاً-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الجلحاء من الشاة القرناء) رواه مسلم، حتى البهائم يفصل بينها يوم القيامة، فاحفظ حسناتك، فأنت بحاجة لها.
واسمع لفقه الحسن البصري يوم أن جاء رجل فقال له:[إنك تغتابني، فقال: ما بلغ قدرك عندي أن أحكمك في حسناتي] .
وعن ابن المبارك رحمه الله قال:[لو كنت مغتاباً أحداً لاغتبت والدي؛ لأنهما أحق بحسناتي] .
ففقها رضي الله تعالى عنهما أن آفات اللسان تأتي على الحسنات، وقد لا تبقي منها شيئاً، فضياع الحسنات نتيجة أكيدة لإطلاق العنان للسان والعياذ بالله.