وأنت تنظر إلى أطفالك تذكّر الأطفال في البوسنة والهرسك، ومشردي بورما والصومال، فكم من يتيم ينشد عطف الأبوة الحانية، ويلتمس حنان الأم الرءوم، ويرنو إلى من يمسح رأسه ويخفف بؤسه.
وأنتِ مع زوجكِ تهنئين بالعيش والراحة، تذكري كم من أرملة توالت عليها المحن، وفقدت عشيرها بعد أن كانت تحت كنف زوج عطوف.
واسمع لهذا الشاعر المرهف وهو يخاطب طفلته الصغيرة، فيقول:
آه! لو أبصرت طفلا في ربوع القدس يشكو غربته وصغيرا في ربى كابول، يلقي نظرته ويداري دمعته لو رأيت المدفع الثرثار يلقي خطبته
آه لو أبصرت طفلا في حماة وحلبجة ودعايات عن التحرير فجة!
آه لو أبصرت أطفال الفلبين الضحايا وجراحا في أريتريا وصيحات صبايا
كيف لو أبصرت طفلًا حين يرميه الجبان برصاص ودخان
كيف لو أبصرت طفلاً لم يذق منذ رأى دنياه طعما للحنان لم يذق إلا الأسى المر ولم يسمع سوى صوت الطعان
يا ابنتي قولي معي: أيها العالم! سحقا حينما تغدو حياة الناس ميدان رهان
[حينما يفتقد الطفل الأمان]
تذكر وأنت تصلي في المسجد بأمن وأمان، وراحة وسلام، حال أولئك المصلين وقد فرقهم صاروخ يهودي، أو هندوسي أو روسي أو صربي، فأصبح المسجد بركاً من الدماء.