[وجود أمراض القلب كالحسد وغيره]
السبب الثامن والأخير: أمراض القلب كالحسد وسوء الظن والغل، فإذا أصيب القلب بهذه الأمراض انشغل بالخلق عن الخالق، وزادت همومه وكثر كلامه، فلا تسمعه إلا متنقصاً للآخرين مغتاباً لهم، لا همّ له سوى الكلام والقيل والقال، بل هو يحزن لفرح أخيه ويفرح لحزنه، وبلية البلايا أن يرى أنه على حق وكل من خالفه فهو على باطل {أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً} [فاطر:٨] وربما عرف أنه أخطأ واكتشف الخلل، ولكنها الشهوة الخفية -أعاذنا الله منها- في التصدر والترفع وحب الرياسة، أهلكته وأصمته -نعوذ بالله من ذلك-:
قبيح من الإنسان ينسى عيوبه ويذكر عيباً في أخيه قد اختفى
فلو كان ذا عقل لما عاب غيره وفيه عيوب لو رآها بها اكتفى
وأقول: هل أنت رجل صفر أم لا؟ وهل أنت امرأة صفر أم لا؟ امتحان يسير لمعرفة النفس، أجب بينك وبين نفسك على هذه الأسئلة السريعة: انظر لنفسك عند قراءة كتاب بل رسالة من الرسائل الصغيرة.
انظر لنفسك عند حفظ شيء من القرآن والاستمرار عليه.
انظر لنفسك عندما تريد الإنفاق أو التردد في المقدار.
انظر لنفسك عند قيام الليل، بل عند المحافظة على الوتر.
انظر لنفسك وتقصيرك في الدعوة إلى الله والشح في الوقت لها.
انظر لنفسك عند طلب العلم، والمواصلة والاستمرار على ذلك.
انظر لنفسك والشجاعة في إنكار المنكرات وتحمل الأذى في سبيل الله.
انظر لنفسك والاشتياق إلى الجنة والسعي لتكون من أهلها.
انظر لنفسك واهتمامها بالمسلمين وأحوالهم، وهل تحزن لمصابهم؟ وضابط ذلك: الدعاء لهم.
انظر لنفسك في الأعمال الخيرية، والمشاريع الدعوية ومدى حرصك عليها والرغبة فيها.
أجب على نفسك عن هذه الأسئلة السريعة وغيرها، حتى تعلم هل أنت رجل صفر، أم أنك رجل ممتاز؟ أجب على نفسك بصراحة، فإن أول العلاج أن تعرف الداء، وأن تعرف أنك أخطأت، فاتهم النفس وقف معها وصارحها، وعندها سينطلق الإنسان.