السبب السابع: عدم الثقة بالنفس، والورع الكاذب الذي أصيب به عدد من المسلمين، فتجده يعتذر عن إلقاء كلمة، لأنه لا يستطيع، وهو قادر؛ لكنه الخوف من الفشل والتهيب من المواجهة وهكذا في كل أمر يعرض عليه، فتقتل الطاقات، وتموت المواهب ولا شك أنه مسئول عنها أمام الله، فأعد للسؤال جواباً.
إذا لم تستطع شيئاً فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع
أما أن تجلس وأما أن تقعد وأن تتسكع بين شهوات النفس ولذاتها فلن نرضاه لك أبداً، فمتى تتخلص من عقدة (لا أستطيع ولا أقدر) ؟ وإذا قلنا له مثل ذلك قال:{لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا}[البقرة:٢٨٦] .
وأقول: إن في وسعك الكثير، فحاول وجرب وإن لم تنجح، أليس في هذا معذرة إلى ربكم؟ {وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ}[يس:١٧] ثم إني أنبهك لأمر نغفل عنه كثيراً وهو مهم للغاية ألا وهو: أن الأخيار والنبلاء والعلماء ما برزوا إلا بالشجاعة والثقة بالنفس، وإلا فإن عند غيرهم بضاعة وكنوزاً، ولكنهم تخوفوا وجبنوا فما شعوا وما لمعوا:
حب السلامة يثني عزم صاحبه عن المعالي ويغري المرء بالكسل