الأثر العاشر: تدهور المستوى العلمي والفشل الدراسي لدى أعداد كبيرة من الطلاب الذين يمارسون هذه اللعبة، وأكثر المتضررين هم من طلاب الجامعة، وإن أردت الدليل ما عليك إلا أن تقوم بزيارة لسكن الطلاب في الجامعات لتجد العجب العجاب في الليالي، فأقول: أكثر المتضررين هم طلاب الجامعات، حيث السهر حتى الصباح، وترك المذاكرة والمحاضرات.
وفي استفتاء مجلة الدعوة قال أحد الطلاب واسمه زايد من جامعة الملك سعود: حاول زملائي إغرائي بلعب البلوت؛ لكني رفضت، فقد شاهدت منذ طفولتي الزمن الهائل الذي يضيعه الكبار في البلوت ساعاتٍ طويلة لا تصدق، وينتهي اللعب دائماً بمعركة أو مشادة كلامية حادة المأساة أنه تقليد في بيوت كثيرة ويسمح به الآباء، ويستهلكون فيه كميات خرافية من المنبهات كالشاي والقهوة، ثم الإفراط بشراهة هذا المرض الخبيث بتدخين الشيشة، وعندما دخلت الجامعة رأيت العجب في سكن الطلاب، فالوقت المفروض للمذاكرة والراحة تحول إلى صخب هائل، وإذا أردت مشاهدة جانب من المسرحية الهزيلة عليك أن تتوجه بعد الثامنة مساء إلى صالات النادي في المدينة الجامعية، ستجد مجموعات ضخمة من الطلاب في دوائر البلوت الجهنمية، وإذا كان لديك وقت فستجدهم يستمرون حتى الصباح، ويتحركون إلى قاعات المحاضرات ليناموا هناك، لا يفقهون شيئاً مما يقال، وربما في أحيان كثيرة يضربون بالمحاضرات والدراسة عرض الحائط ويستمرون في اللعب حتى يسقطوا من الإعياء ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وسئل هذا الطالب فقيل له: ألا تلعب البلوت؟! قال: أعوذ بالله، فأنا لا أكاد أجد الوقت اللازم لآداء ما فرضه الله عليّ، ثم المذاكرة والقيام بالمبادئ الأسرية.