الوسيلة الثانية عشرة: وهي من أعظم الوسائل وأنجعها، فمما لم يعط حقه في هذه المناسبة: هو توزيع الشريط النافع وبلغات متعددة.
فإذا قلنا أيها الأحبة: إن مجموع الحجاج أكثر من مليوني حاج، منهم مليون من الخارج، وهم من بلاد مختلفة، ولغات متعددة، فلماذا لا يحرص على الشريط وينظم العمل له بحيث لا يرجع حاج إلى أهله ومدينته ومكان إقامته إلا ومعه على الأقل شريط واحد؟ فما أحلى أن نهتم بمثل هذا المشروع وأن نحرص عليه! فكم من الناس حرموا من مثل هذه الوسيلة، وأقول هذا الأمر من خلال تجربة معينة، فإن المسلمين في أماكن كثيرة تجد أنهم قد يفقدون مثل هذه الوسيلة، وكم نجد من الدعاة إلى الله عز وجل ممن يحرصون على تبليغ هذا الدين لأهله، لكنهم في كثير من البلاد قلة، وإن وجد من الدعاة من يعمل، فقد لا تخلو عقيدته من شبهة معينة، فلذلك لماذا لا نستغل مثل هذه المادة ومثل هذه الوسيلة في توزيع الأشرطة الموثوقة؟ وهنا تنبيهات على من اقتنع بمثل هذه الفكرة: فأولاً: سلامة موضوع الشريط من الشبهات والعقائد الفاسدة، والتأكد من الملقي ولغته وترجمته إن كان مترجماً، وذلك بالتعاون مع المؤسسات المسئولة، كالجامعة الإسلامية بـ المدينة المنورة -مثلاً- ومكاتب الجاليات، فقد توزع مئات الأشرطة وهي مليئة بالخرافات والأباطيل.
ثانياً: الحرص على مواضيع العقيدة الإسلامية وتأصيلها ومحاربة الشرك والسحر -مثلاً- وبعض الكبائر كالزنا -أعزكم الله- والغناء وحكمه، وحقوق المرأة في الإسلام، والمواضيع التي تتحدث عن مثل هذه الأمور، والإكثار منها، فإن المسلمين في كل صقع بحاجة لمثل هذه الأمور.
ثالثاً: الاهتمام بالإخراج وجمال الشكل الخارجي، وصفاء التسجيل للشريط وتغليفه؛ ليكون أدعى للقبول، وليناسب الإهداء، وإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولو قامت وزارة الشئون الإسلامية ووزارة الحج ومكاتب الدعوة والجاليات بمثل هذا العمل والاهتمام به، لنفع الله به نفعاً عظيماً في كل مكان.
وقد سمعنا -والحمد لله- قيام وزارة الشئون الإسلامية بمثل هذا العمل فشكر الله سعيها، ووفق العاملين فيها لما يحب ويرضى، ولكن نقول -أيضاً-: مزيداً من التنظيم والتكليف، فإن مثل هذه المناسبة جديرة بالاهتمام بها والحرص عليها، وهنا لا يمنع -أيضاً- من قيام الأفراد والجماعات بمثل هذا المشروع كلٌ بحسب طاقته، فإن الدعوة إلى الله مسئولية الجميع وليست وقفاً على أحد بعينه.