وسيلة خامسة: -وهي من التوجيهات العامة أيضاً-: إذا كنت ممن ابتلي ببعض وسائل الإعلام في بيته، فلماذا لا تفكر يا أخي الحبيب! ويا ولي الأمر! لماذا لا تفكر بعقد هدنة مع أهلك وأولادك خلال هذا الشهر المبارك بهجرها والابتعاد عنها وعزلها؟ وذلك بالترغيب، وبالكلمة الطيبة، وبالتذكير بعظمة هذه الأيام، على الأقل خلال هذا الشهر، ولعلها -إن شاء الله- أن تكون بداية الهداية، ولا شك أن رمضان من أعظم المناسبات لتربية النفوس، وإن لم تستطع خلال هذا الشهر أن تعزل أهلك ولو لشهر واحد من السنة، فمتى إذن؟ خاصةً وأن النفوس -كما ذكرنا- مهيئة والشياطين مصفدة.
فحاول يا أخي الحبيب! واستعن بالله تعالى، وكن صادقاً من قلبك، ستجد -إن شاء الله- العون وستجد الإجابة والإعانة من الأهل والأولاد، بل وستجد -إن شاء الله- الإعانة ممن يكونون حولك من أهل الحي، فعلَّنا نرى هذه صفة مميزة؛ خاصة وأننا نرى في شهر رمضان تخطيط أعداء الإسلام لأولادنا ونسائنا، لا أعلق ولكني أقول: انظروا إلى البرامج المنشورة في وسائل الإعلام هذه الأيام؛ أقصد برامج شهر رمضان؛ فسوف تجدون عجباً.
وأيضاً أتمنى أن تفكر كثيراً بأن تتوقف في هذا الشهر المبارك عن شراء المجلات والجرائد، حتى ولو كانت مباحة، فإن السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، ومن سار على نهجهم كانوا يهجرون حلق التحديث والتعليم؛ ليتفرغوا في رمضان لقراءة القرآن والنظر فيه والعبادة ولقيام الليل أفلا نستطيع أن نهجر الجرائد والمجلات خلال هذا الشهر فقط؟