للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[طرق لسلامة الصدر]

السؤال

أنا شاب ملتزم وأخالط أناساً ملتزمين، ولكن يراودني دائماً وأحس وأشعر أنني لا أرتاح لبعض هؤلاء الملتزمين، وحاولت جاداً أن أُكيف نفسي لكي أرتاح لهم، ولكني لا أستطيع أن أرتاح لهم، لا أدري ما السبب هل هو لبعض أخلاقهم وطباعهم التي لا أستسيغها؟ أم هي لأسباب نفسية؟ أم هي لطبيعة فيّ أنا شخصياً؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً؟

الجواب

أقول: أحسنت على سؤالك، ويبدو أن الصور أثرت تأثيراً طيباً في كثير من الإخوة، وهذا -إن شاء الله- ما نرجوه؛ لأنه عرض السؤال ثم لم يتهم أناس معينين في سؤاله، بل قال: ربما هم، وقال: ربما بطباعي، وربما لنفسي، وربما أكون أنا السبب شخصياً، إلى غيره، وهذا أمر طيب حقيقة أن الإنسان يعترف وينظر لنفسه أنه قد يكون مقصراً، وقد يكون هو السبب.

وأنا أقول: لا أعلم حقيقة هؤلاء الملتزمين الذي أنت تتكلم عنهم، ولا أعلم حالك؛ ولكن ربما يكون منهم، وربما يكون منك أنت، وربما يكون أيضاً من الشيطان -والعياذ بالله- فهو لا يزال يصد الصالحين وأهل الخير عن خيرهم وصلاحهم؛ حتى يغويهم -والعياذ بالله- والشيطان لا يستريح حتى يفوز من المسلم بالكفر -والعياذ بالله- أسأل الله أن يثبتنا وإياكم.

فأقول: استعذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم إن لم يتحول هذا الشعور إلى فعل وحقد في القلب، فاستغفر الله سبحانه وتعالى منه واستعذ بالله من الشيطان، واسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقك الصلاح والهداية وحب الصالحين.

وأحيلك، وقد نسيت أن أذكر لكم هذا الأمر أن هذا الدرس وهذه المحاضرة هي حلقة ثانية من حلقات تسمى بـ (الإصلاح على طريق الصحوة) وقد كانت الأولى بعنوان: (سلامة الصدر مطلب) وألقيت بمدينة الزلفي قبل فترة، فأنصحك بالرجوع إليها، وأنصح حقيقة الجميع بالنظر واستماع مثل هذا الموضوع؛ لأننا كلنا يا أحبة! بحاجة لسلامة الصدر، فنحن بطبعنا بشر -وكما ذكرنا- يجتمع على قلوبنا أشياء كثيرة فقد نبغض ونحب، وقد نحقد -والعياذ بالله- وقد يصل الحقد إلى الفعل والهمّ في إيذاء الآخرين، نسأل الله العافية.

فأقول ارجع لمثل هذا الدرس لعله -إن شاء الله- أن ينفعك كثيراً هذا الأمر، وأيضاً لهذا الدرس أو لهذه الحلقة حلقة ثالثة ستكون إن شاء الله في نهاية الشهر في مدينة الدوادني وسيكون عنوانها: (السر العجيب) .

<<  <  ج: ص:  >  >>