[حجج المؤيدين لهذه اللعبة]
أيها الأحبة! إن كل من جلس معه، وكل من نوقش حول البلوت، وجدنا أنهم يحتجون بحجج، بل ويذكرون أن للبلوت فوائد كثيرة، ولعلي لخصت هذه الفوائد والحجج بهذه النقاط سريعاً: أولاً: يقولون: إن من أكبر فوائد البلوت القضاء على وقت الفراغ.
ويقولون أيضاً: إنها تحفظ الإنسان من الخوض في القيل والقال والغيبة والنميمة.
وثالثاً: يذكرون أن من فوائد البلوت أنها تثير الحماس والتحدي.
ورابعاً: يقولون: تعتبر وسيلة من وسائل اللهو البريء.
وخامساً: يقولون: هي تنفيس من مهام المسئوليات ومتاعب العمل.
وسادساً: أنها عاملٌ مهمٌ في تغذية أواصر الصداقة بين أفراد المجتمع وطبقاته كما يقولون.
وسابعاً: أنها رياضة ذهنية تنمي الذهن والفكر والانتباه.
وثامناً: يقولون: إن في البلوت الهروب من مشكلات اجتماعية، ومن هموم الحياة، وهو تبرير غريب لمواجهة هموم الحياة، فهم يناقضون السلوك الاجتماعي القويم في مواجهة المشكلات بمشكلات أخرى.
أقول: هذه تقريباً ثمان حجج يحتج بها لاعبي البلوت، وذكرتها بأمانة وصدق حتى يكون هذا العرض بأمانة.
يقول أحد الإخوة - ولا داعي من ذكر الأسماء وهو ممن أجرت معه مجلة الدعوة استبياناً أو استفتاء- يقول: عمره ثلاثون سنة وهو زوج وأب، يقول: تسألني عن البلوت، تعلمته في سن التفتح وفي عمر سبع عشرة سنة، وكان السبب في تعثري في الدراسة وأحياناً في العمل، أنا الآن -وبفضل الله- مدير، وأصارحك بأنني أدمنت البلوت لسبب وحيد، أنني أهرب فيه من رتابة الحياة وزحف الهموم اليومية.
وقيل له: مع من تلعب البلوت؟ فقال: ألعب الآن مع زملائي، والبلوت يكشف لي أخلاقهم، ومشكلتي أنني لا أعرف كيف أتخلى عنه؟ وبسببه أتعرض لمشاكل كثيرة.
ثم قيل له: لماذا لا تتخلى عنه؟ قال: حاولت ولم أستطع، فأصدقائي مدمنون، وقد جروني لهذا الإدمان.