راجع نفسك بعد قراءة هذه الكلمات، واعلم أن الكلام موجه إليك لا لغيرك، وأرجوك ألا تبرر ساحة نفسك من التقصير، واحسب أن الآخرين من المسلمين خير منك عند الله تعالى، (فرب أشعث أغبر ذي طمرين؛ لو أقسم على الله لأبره) .
لا تنظر إلى نفسك بنظرة الزهو والفخر والارتفاع، فكم من مسكين خير منك عند الله، ومن عامي هو خير منك عند ربك، ومن إنسان استجاب الله دعاءه وفتح على قلبه، بينما أنت مازلت تنظر لنفسك في خيلاء وفي كبر والعياذ بالله.
يا أخي الحبيب! أما سمعت لقول بكر بن عبد الله المزني وهو واقف بـ عرفة ينظر إلى الناس: -لا إله إلا الله! -[لولا أني فيهم لقلت قد غفر الله لهم!] .
يقول الذهبي معلقاً على هذه العبارة في السير: كذلك ينبغي للعبد أن يزري على نفسه ويهضمها ا.