وإن كنت مظلوما فأبشر؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لـ معاذ لما بعثه إلى اليمن:(واتق دعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب) كما في صحيح البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة المظلوم مستجابة، وإن كان فاجراً ففجوره على نفسه) أخرجه أحمد، وحسنه الألباني كما في الصحيحة.
ألا قولوا لشخص قد تقوى على ضعفي ولم يخش رقيبه
خبأت له سهاماً في الليالي وأرجو أن تكون له مصيبه
أيها الأخ! وأيتها الأخت! إن من أعظم البلايا وأشد الرزايا، ما يصيب المسلمين في كل مكان من غزو واجتياح، وتعديات ومظالم، وفقر وتجويع، حتى أصاب بعض النفوس الضعيفة، اليأس والقنوط، والإحباط وفقدان الثقة والأمل.
لماذا أيها الأخ؟! أليس الأمر لله من قبل ومن بعد؟! أليس حسبنا الله وكفى بالله حسيبا؟! أليس الله بقادر؟! أليس هو الناصر وكفى بالله نصيرا؟! ألا يعلم الله مكرهم؟! ألم يقل:{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[الأنفال:٣٠] ؟! {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}[الزمر:٣٦]{أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[فصلت:٥٣] .
ألم يقل:{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ}[الحجر:٩٥] ؟! ألم يقل:{فَسَيَكْفِيكَهُمْ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة:١٣٧] ؟! أيها الأخ الحبيب! اسمع وعِ وأعلِم وأعلِن: إن مصيبتنا ليست بقوة عدونا، إنما هي بضعف صلتنا بربنا، وضعف ثقتنا، وقلة اعتمادنا عليه، لنفتش في أنفسنا عند وقوعنا في الشدائد والمحن، أين الضراعة والشكوى إلى الله؟! أين اللجاءة والمناجاة لله؟! ليس أفضل عند الله من الدعاء؛ لأن فيه إظهار الفقر والعجز والتذلل والاعتراف بقوة الله وقدرته وغناه.