[أسئلة وردود موجهة إلى دعاة التحرير]
اسألي نفسك أنت وفكري، أين هؤلاء عن توجيه المرأة لصلاح دينها ودنياها؟! أين هم عن المرأة فوق الأربعين وهمومها ومشاكلها؟! لم لا نقرأ أو نسمع من يحمل همها ويشاطرها أحزانها ويطالب بحقوقها؟! وكذلك الفتاة الصغيرة ذات السبع والتسع والثنتي عشر، لماذا لا يهتم أولئك بهن؟! أين هم عنها معاقة ومطلقة ومسجونة؟! أم أنهم يحملون همَّ فتاة الخامسة عشر والعشرين والثلاثين، وربما أيضاً بشرط: أن تكون جميلة وبيضاء وطويلة وأنيقة؟! نعم.
هذه هي المرأة التي يطالبون بحقوقها وتحريرها، حتى هذه أين هم من فكرها وأدبها وخلقها وثقافتها؟! حتى المحتشمة والتائبة لم يتركوها! أليسوا يطالبون بحريتها -كما يزعمون- ها هي تريد وأن تتوب، أن تحتشم، أفلا يرحموها ويتركوها، أليست هذه حرية؟ أم أنها الحرية التي يرسمونها هم؟! ولهؤلاء قال المنفلوطي: إنكم لا ترثون لها بل ترثون لأنفسكم، ولا تبكون عليها بل على أيام قضيتموها في ديار يسيل جوها تبرجاً وسفوراً، ويتدفق خلاعة واستهتاراً، وتودون بجذع الأنف لو ظفرتم هنا بذلك العيش الذي خلفتموه هناك إلى آخر كلام المنفلوطي في العبرات.
هذا خطاب المنفلوطي لهم، وخطابي ليس لهم بل لك أنت أيتها الفتاة! فتنبهي وأفيقي وفكري.
أخيتي! أتذكرين يوم كنت بنت تلك القرية الصغيرة؟! أتذكرين يوم كنت تلعبين وتمرحين مع أبناء الحي ببراءة الصغار وطهارة القلب؟ أتذكرين يوم كنت تستحين أشد الحياء من استعمال الأصباغ والعطور والزينة، قبل أن يأخذ الزوج بيدك؟ ما أجمل نعمة الحياء ووازع الدين والخلق، وما أحسن عادات وتقاليد البيئة العربية الأصيلة، فلماذا تتنكرين لها؟! ولماذا التعالي عليها بحجة اتباع الموضات والصيحات؟! ولماذا نترك الآداب الإسلامية الأصيلة بعفتها وطهارتها ونتجه إلى التقليعات الغربية الدخيلة بنتنها ونجاستها؟! أنستبدلُ الذي هو أدنى بالذي هو خير؟ يا ابنة الإسلام! يا ابنة العرب! أيتها العفيفة الطاهرة! لماذا هذا التميع؟! أين قوة الشخصية؟! ولماذا الهزيمة النفسية؟! أين العزة بالآداب الإسلامية؟! والفخر بالتقاليد العربية؟! اصرخي بأعلى صوتك وقوليها وبكل فخر واعتزاز: نعم أنا مسلمة عربية مستمسكة بديني وآدابي وأخلاقي.
قولي للمرأة الغربية: إن كنت تفخرين بالمخترعات والتقنيات والحضارة العلمية، فإني أفخر بالآداب والأخلاق والحضارة الإسلامية والعادات العربية.
قولي لها: إن هان عليك دينك أو كنت بلا دين فأنا أعز شيء عليَّ ديني وعقيدتي.
قولي لها: إن كنت جارية كالمجاري لكل الرجال هناك، فأنا ملكة لمملكتي الصغيرة، عفيفة حصينة بزوج يرعى لي حقي وحق أولادي.
قولي لها: إنَّ ما أنت فيه من عبودية للشهوة والإباحية، حررني منها حبيبي وقدوتي محمد صلى الله عليه وسلم وجعلها عبودية لله بيضاء نقية.
قولي لها: أنا في بلادي وشبابي ملكة للقلوب أنعم بزوجي وينعم بي، وإذا كبرت وذبلت فسيدة للمنزل لا يصدر أحد في البيت إلا عن أمري، يتسابق الجميع لإسعادي وكسب ودي، أما أنت ففي شبابك أسيرة للشهوة والمعامل والمصانع، خادمة في المطاعم والفنادق، حمالة في الأسواق والطرقات، سائقة للعربات والعجلات، وفي الشيخوخة فمكدودة منبوذة مهجورة! هكذا المرأة الغربية تبدو حرة وهي مقيدة، نعم والله لا أقول حُدِّثت بل رأيتها بأم عيني، تُرى معززة وهي مهانة، حتى قالت إحداهن: إن ثمن عنقود العنب في باريس يفوق ثمن امرأة.
ذكر أحد الأدباء أنه كان يتكلم عن المرأة المسلمة في إحدى محاضراته في أمريكا، وذكر فيها استقلال المرأة المسلمة في شئون المال وأنه لا ولاية عليها في مالها، وإن تزوجت كُلف زوجها بنفقتها، ولو كانت تملك الملايين ولو كان زوجها عاملاً لا يملك شيئاً، إلى غير ذلك مما نعرفه نحن كمسلمين ويجهلونه هم عنا، قال: فقامت سيدة أمريكية من الأديبات المشهورات وقالت: إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني.
هكذا هن يتحسرن ويرغبن أن يعشن كما تعيشين.
ففكري أختاه!!