نهاية، فكان هذا ما استطعتُ إنجازه، فإن أصبتُ فذلك من فضل الله عليّ ثم بفضل تعليم والدي وتوجيهه لي، وإن أخطأتُ فمن نفسي .. ، وأرجو من الله المغفرة، ثم من إخواني المعذرة.
...
واعلم أخي القارئ الكريم، أن هذا المجلد الأخير من كتاب "مختصر صحيح الإمام البخاري"، يقابله من أصله الجزآن السابع والثامن من طبعة إستانبول التي اعتمدها الوالد -رحمه الله- في "مختصره" هذا، وهو يضم ثلاثة وعشرين كتاباً فقهياً يبدأ بـ (٧٥ - كتاب المرضى)، وينتهي ب (٩٧ - كتاب التوحيد)، تندرج تحتها أبواب عديدة تمثل سعة علم البخاري، ودقة فقهه. وقد بلغ عدد الأحاديث المسندة المرفوعة فيه (٥٤٢) حديثاً، فيها بعض الموقوفات مثل الأحاديث (٢٢٦٥ و ٢٢٣٤ و ٢٢٧٤) -ويمكن تتبّع الكثير منها في "فهرس الآثار المسندة"-، والأحاديث المعلقة المرفوعة (٢٠٥) أحاديث، والآثار المعلقة (١٨٨) أثراً.
ومما يجدر ذكره هنا أن هذا المجلد كان مقرراً له أن تُلحق في آخره الفهارس العامة المختلفة للمجلدات الأربعة، ولكن آثرنا فصلها في مجلد مستقل بعدما تبين لنا اتساع مادتها بشكل لا يمكن معه ضمها إلى المجلد، وفي هذا فوائد لا تخفى.
هذا ومن أهم الملاحظات التي كنت دونتها لتقديمها للوالد لدراستها عددٌ من الأحاديث المكررة تبينت لي -دون تتبّع- أثناء عملي في تصحيح التجارب المختلفة، والمراجعة في المجلدات الأربعة، فما كان منها في المجلد الرابع أطلعتُ الوالد عليها في التجارب الأولى؛ فحذفها (١)، أما ما كان منها في بقية المجلدات؛ فلم يتيسر لي عرضها عليه لما ذكرت آنفاً؛ وإني أضعها بين يدي القراء والدارسين والمهتمين، وها هي مرتبة أزواجاً:
وأنبّه هنا على أحاديث وقع تكرارُها مُتعمَّداً؛ لسبب خاص بها مبين في الحاشية، كالأحاديث:(٨٩ = ٣٤٢، ٩٨ = ١٩٥٣، ٧٠٩ = قُبيل ١٠٢٩، ١٠٣٧ = ١٠٨٠، ١٠٩٤ = ١١٠٢، ٧٧٣ = ١١٤٦)، وأخرى تبدو لأول وهلة أنها مكررة وهي ليست كذلك، كالأحاديث:(١٠٩ = ١٥٢٣ = ١٥٢٤، ١٥٢٦ = ٢١٥٣)، وغيرها، وقد أُشير إليها أيضاً في الحاشية.
(١) ثم وجدت فيه فيما بعد الأحاديث (٢٣٣١، ٢٣٥٥، ٢٧٠١)، وهي مكرر الأحاديث (٦٨٧، ١٦٠٠، ١٩٠٥) على التوالي.