وهناك بعض الأمور التي يَحسُن بالقارئ أن يأخذها بعين الاعتبار عند دراسته ومراجعته في هذا المختصر، أبدأُها بالدعاء أن يجزي الله خيراً كل من ساعدنا في هذا العمل، وصبر معنا، ثم أقول:
١ - ضرورة الرجوع إلى مقدمات المجلدات السابقة -وبخاصة مقدمة الطبعة الأولى للمجلد الأول-؛ لتيسير الاستفادة من هذا الكتاب، وفهم منهج الشّيخ الوالد في الاختصار والتعليق، والاطلاع على غير ذلك من الأمور التي تعين على الوصول إلى حاجة القارئ أو المراجع؛ كما ذكر الوالد رحمه الله في مقدمة المجلد الثالث (ص ٥).
٢ - أرقام الأحاديث المعزوة إلى المجلد الأول تجري على طبعته الجديدة - طبعة المعارف.
٣ - سيجد القارئ اختلافاً لم يُشَر إليه في بعض الألفاظ بين ما في هذا المجلد وبين ما قد يكون تحت يده من نسخ أو طبعات "صحيح الإمام البخاري"، أو عما في "الفتح"، لا سيما في بعض نصوص الأبواب، فليكن القارئ على ذكر من أن ذلك مطابق لطبعة إستانبول -أصل هذا "المختصر"-، ولقد آثرتُ عدم تصحيحها لأن هذا يتطلب إقحام التنبيه والتعليق عليها، وهذا ما لم أسلكه في هذا المجلد، وهاكم مثالين عليها:(٥ - باب إلقاء النذرِ العبدَ إلى القدر/ ص ١٧٤)، و (٨ - باب كراهيةِ التمني لقاء العدو/ ص ٣٠٨)، فهي في "الفتح" وغيره: (باب إلقاء العبدِ النذرَ إلى القدر) و (بابُ كراهيةِ تمني لقاء العدو).
٤ - الاستفادة من الفهارس المختلفة في المجلد الخامس الخاص بها، والاطلاع على مقدمته؛ لتيسير اهتداء القارئ إلى حاجته؛ بالإضافة إلى الاستعانة بالفهرس الخاص بكل مجلد.
وأخيراً .. أودّع آخر عمل لي عملتُ به مع والدي، ولست -إن شاء الله- بمودّعة، وعزائي أني أستروحُ أنسامَ روحه بين جنائن علمه وفقهه وأفكاره، وأستنصتُ صدى صوته بين أفيائها، وأتنسّم شذا أنفاسه بين سطور كتاباته، وأتلمس بصماته على صفحات كتبه وأوراقه مشفقة أن تشوه بصماتي تراكماتِها على زواياها، وعزائي أن له في ذاكرتي مشكاةً هو مصباحُها تضيء حياتي ...
مضى أستاذنا ونبراسنا .. العالِمُ العامل، العاملُ العالِم، الداعيةُ المجاهد، الصابرُ الجَلْد ... مضى الصامتُ في فِكر، المتأمّلُ في سَبْر، الشامخُ في يَسْر، المحدّثُ في أَسْر ...
اللهم اغفر له بعدد ما خطّت يمينه من كلمات وحروف، وغفرانك أوسع، واجزه من الحسنات أضعافه، وفضلك أكبر ... إنك أنت السميع المجيب.
و"سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".