وفي العصر، جاءه كثير منهم، وأخذوا دواداره، وذهبوا إلى نائب جدة مطالبين، فأوعدهم بإعطاء بعض المبلغ الآخر، حتى يتوجه إلى جدة فرضيوا وعادوا.
وفي يوم الأربعاء، ثالث عشر الشهر، وصل قاصد من جدة ومعه ورقة وصلت من ينبع من الخادم مختص الساقي، وفيها أنه وصلنا إلى ينبع بسبب التجار، الذين ماتوا وليس لهم وارث، وأن كاتب السر أراد الخروج لذلك فبطل، وأن أبا يزيد باش المماليك السلطانية بمكة المشرفة وصل أيضا، وأخبر أنهما وصلا إلى جدة في أوائل ليلته. وأخبر بعض جماعتهما، أن النوري بن أبي الليث بن الضياء، ولي قاضي القضاة الحنفية بمكة المشرفة عن ابن عمه أبي القسم بن محمد بن الضياء، ولبس الخلعة والطيلسان، بل ووصل في أوراق من المصريين، وسعى على القاضي المالكي النجمي بن يعقوب، وأنه أخرج لهما خلعة ومرسومان وما عرفنا حقيقة ذلك.
ثم في ليلة الإثنين ثامن عشر الشهر، وصل السيد الشريف محمد ابن بركات وأولاده وجماعته إلى مكة المشرفة، وكذا الخادم مختص [الساقي](١) والباش وطافا وسعيا وعاد إلى الزاهر.
وفي صبيحتها، خرج للقائهما السيد الشريف وأولاده وجماعته ودخلوا جميعا، بعد أن لبس السيد الشريف وولده الزيني بركات خلعتين، وسكن الباش بالجمالية، والخدام بالأشرفية، ثم اجتمعوا ومعهم قاضي القضاة الشافعي الجمالي
(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٢/ ٥٩٤ لسياق المعنى.