للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القاضي محب الدين، حتى أخرجه من المدرسة المجاهدية (١) وسكن بها، ومعهم مرسوم بأن هذه المدرسة لا يسكنها أحد من الأمراء والأجناد (٢)، فأجابه الأمير (٣) بأن يسكن أيام الموسم ويسلم الكراء، ثم ينتقل بعد سفر الحاج، فرد عليه الجواب بأنه إن لم يخرج وأنت حاضر ما يخرج بعدك، ثم انفصلوا على غير فصل.

وفي يوم الاثنين خامس الشهر، دخل أمير المحمل الشامي الأمير الأشرفي (٤)


= أمين الدين أبو اليمن بن المحب بن الجلال أبي السعادات بن الكمال أبي البركات بن أبي السعود القرشي المكي الشافعي ولد في رجب سنة ٨٥٩ هـ، نشأ فحفظ القرآن وغيره وعرض على البرهاني. السخاوي: الضوء اللامع ٧/ ٨٩ ترجمة رقم ١٨٠، وجيز الكلام ٣/ ١١٠٣ ترجمة رقم ٢٣١٣.
(١) المدرسة المجاهدية: نسبة إلى الملك المجاهد على بن داود بن يوسف بن عمر بن رسول (ت ٧٦٣ هـ) صاحب اليمن تولى الملك بعد أبيه سنة ٧٢١ هـ، وتقع بالجانب الجنوبي من المسجد الحرام قرب الباب الخامس في تلك الجهة الذي عرف بها، وهي من المدارس الموقوفة على فقهاء الشافعية وبها بئر للماء وتاريخ وقفها سنة ٧٣٩ هـ، الفاسي: العقد الثمين ٦/ ١٥٨ - ١٧٤ ترجمة رقم ٢٠٥٨، شفاء الغرام ١/ ٥٤٤، ٥٢٣، النجم ابن فهد: إتحاف الورى ٣/ ٢١٧ - ٢١٨ وفيه" توفي مقتولا سنة ٧٦٣ هـ "، ابن ظهيرة: الجامع اللطيف، ص ١٣٦.
(٢) الأجناد: جمع جندي وهو أحد أفراد الجيش نظامي أو مرتزق ولهم أقسام ومراتب ومنهم من يخضع للأمراء ولهم مرتبات اختلفت على مر العصور وأقطع بعضهم وكانوا قريبا ما يشبهون المماليك السلطانية وقد لقب بعضهم بالطواشي حين المكاتبة. الباشا: الفنون الإسلامية ١/ ٣٦٢، ٢٦ - ٣٧٢.
(٣) وردت في الأصل" المير "، ولم أتبين قراءتها في (ب)، والتعديل يقتضيه سياق المعنى.
(٤) الأشرفي: نسبة إلى الأشرف وهو من أعلى الألقاب في مصطلح دساتير الألقاب في دولة المماليك واستعمل لقبا خاصا لجماعة من الملوك منهم الأشرف قايتباي الذي كان يسمى من ينتسب إليه بالأشرفي. الباشا: الألقاب الإسلامية ١/ ١٦٠ - ١٦١.
وهو: يلباي دوادار السلطان بدمشق. ابن طولون: مفاكهة الخلان، ص ٢٨، ٣٢.