للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء الخبر [لمكة] (١)، أن السيد هزاع، وصاحب ينبع، وعسكره من بني إبراهيم، وزبيد، وصلوا إلى عسفان.

وفي صبح يوم الخميس، نصف الشهر، توجه القاضي كاتب السر إلى وادي مر، للإجتماع بالسيد هزاع بوادي مر، والتكلم في الإصلاح بينه وبين أخيه صاحب مكة السيد بركات، في يوم الجمعة، سادس عشرة الشهر.

وأخبر القاضي الشافعي، أنه جاءه كتاب من القاضي كاتب السر، [يأمر] (٢) القضاة بالمجيء إليه، فتوجه هو والقاضيان، الحنفي، والمالكي، وهو في غالب جماعته لزمه، وتوجه عسكر كثير من مكة والأعراب إلى الوادي، فإنه نودي لهم بالخروج يوم الخميس قبله، ويقال: أنه أرسل لأهل الحجاز، وأهل الشرق (٣) بالحضور، والله يقدر ما فيه الخير.

وتوجه أيضا شاهين الجمالي شيخ الخدام بالحرم النبوي، والمحتسب جندر، ووافوا بالوادي وصول السيد بركات وحده، ثم حضر عياله يوم السبت، واجتمع شورهم (٤)، بإرسال كتاب من القاضي كاتب السر إلى هزاع، يذكر له أن الأمر الذي


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ٨٥ لسياق المعنى.
(٢) وردت في الأصول "بامرة"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٣) المراد بأهل الشرق: البلاد الواقعة شرق مكة والطائف.
(٤) الشورى نظام إسلامي نزل به القرآن على النبي الذي أوصى الله إليه بقوله تعالى: ﴿"شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ"﴾ وقرنها بالصلاة حين نعت المؤمنين بأنهم الذين ﴿"أَقامُوا الصَّلاةَ وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ "﴾.
والهدف من الشورى أن لا يبرم أمر حتى يتشاور المسلمون فيه ليتساعدوا بأرائهم حتى يحقق الله لهم الصواب. ابن كثير: تفسير القرآن العظيم ٤/ ١٤٨. خالد محمد خالد: خلفاء الرسول ، ص ١٨ - ١٩.