للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الجموع ونزل بأرض حسان، وجاء بخيل كثير من الشرق بني حسين (١) وعدوان وبني سعد (٢).

فلما كان يوم الأربعاء، تاسع عشري الشهر، نزل السيد بركات هو وجميع عسكره عند رأس عين الجموم (٣)، وهم مستعدون باللبس الكامل، فلما كان وقت الغداء الأكبر، أقبل الحاج الأول (٤) والمحمل (٥) من جهة الطريق، التي تلي أبي عروة، ومعهم السيد هزاع وجماعته، ويحي بن سبع، وجماعته بنو إبراهيم أهل السويق بينبع، وأخواه الجازاني وحميضة، ومالك بن رومي وجماعته بزبيد، وهم باللبس الكامل، وكذا الأميران وأتراكهما والقواسة، والعبيد الذين مع الأميران بالبندق وغيره، ويقال إن السيد بركات سئل حينئذ في ترك الحجاج يشربون ويستقون، فإن لهم يومين لم يشربوا، فلم يجبهم لذلك، إلا أن كانت الولاية/له، فبرز له حينئذ السيد هزاع وجماعته، وتخلف عنه الترك والحجاج، وأصطدم المعسكران، فهزم السيد هزاع وجماعته مرتين أو ثلاثة، ولم يردهم إلا الحجاج، فلما رأى الأميران [غلبة] (٦) هزاع، خافا على


(١) بنو حسين: بطن من رحمان من وازع من البقوم. عاتق البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ١١٤.
(٢) بني سعد: بطن من هوازن من قيس بن عيلان، وهم حضنة رسول الله ، يترلون قرن المنازل وجنوب الطائف. عاتق البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٢١٧.
(٣) عين الجموم: عين متدفقة غزيرة المياه في مر الظهران، على طريق مكة المدينة، وكانت محطة رئيسية للحجاج. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٢/ ١٧٦.
(٤) حاج الركب الأول وأميره دولات باي بن ولي الدين قرموط. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٤٩. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٩.
(٥) حاج المحمل وأميره سودون بن جاني بك العجمي أحد المقدمين. ابن إياس: بدائع الزهور ٣/ ٤٤٩. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ٣٤٩.
(٦) وردت في الأصول "غلب"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٤.