للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نفسيهما] (١) وعلى الحجاج، فبرزا للمحاربة وعسكرهما، وتقدم أهل النشاب والنفط والبندق، فما حمل العسكر شيئا من ذلك، وولت خيل أهل الشرق وعدوان وبني سعد ومشاة هذيل وغيرهم، إلى جهة أبي عروة، من غير أن يحاربوا شيئا، لا في الأول ولا في الآخر، وولى بقية المشاة إلى النخيل (٢)، وثبت السيد بركات وولداه أبو القسم وإبراهيم ومعهم بعض العسكر، وأبلوا ثلاثتهم بلاء حسنا، فقتل السيد أبو القسم ولم يعرف به أحد من جماعته، ثم مر بقية العسكر، فلما رأى السيد بركات أن جميع العسكر هرب ما وسعه إلا إتباعهم إلى جهة أبي عروة وتبعه السيد هزاع وجماعته، ثم تراجعوا بعد أن تعبوا [ويئسوا] (٣)، وأنفصل الأمر عن جمع كثير مقتولين من الفريقين، لكن ليس في جماعة السيد هزاع من يذكر، ويقال القتل فيهم أكثر، ويقال أن فيهم شريف خيال من بني إبراهيم، والجراحة في كل يوم من الفريقين كثير، وأما المقتولين من جهة السيد بركات ممن يذكر فإبنه السيد أبو القسم كما تقدم وعبده طرموه (٤) وعلي (٥) بن رشيد صاحب النقارة، ونهب القواسة ومشاة السيد هزاع من


(١) وردت في الأصل "أنفسهما"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) النخيل: بطن نخلة: وهو موضع بالحجاز قريب مكة فيه نخل وكروم، وهي المرحلة الأولى للصادر من مكة. جار الله بن عبد العزيز بن فهد: حسن القرى في أودية أم القرى ورقة/ ٢٤ ب. عاتق البلادي: معجم معالم الحجاز ٩/ ٤٣.
(٣) وردت في الأصول "وأيئسوا"، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى. ويئسوا: أي قنعوا بعدم اللحاق بهم.
(٤) طرموه: عبد للسيد بركات. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٥.
(٥) علي بن رشيد، صاحب النقارة، والنقارة: حرفة النقار. والنقار: الكثير النقر. ويقال رجل نقار: بحاث عن الأخبار والأمور، ومن يحترف نقر الحجارة والخشب. ومن ينقش الركب واللجم ونحوهما. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٠٥. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٩٤٥.