للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

راكبا لتوعكه، ودفن خارج قبة جده مما يلي الحجون، وأثنى [الناس] (١) عليه خيرا عوضه الله في شبابه الجنة، ورثاه جماعة منهم عبد السلام الزرندي وأتابوهم بما أعجبهم، والله أعلم (٢).

وجاء في يوم الخميس، ثالث عشر الشهر، أو بعيده، قاصدان من مصر بحرا، خرجوا منها سادس رمضان وعوّقوا (٣) بينبع، ثم أطلقوا وذكروا إنهم واصلون، يعني صاحب ينبع وبني إبراهيم لمكة، والله يرد كيدهم في نحرهم، ومع القاصدين مراسيم أحدها لسيدي ابن العيني، وفيها أنه جعل له التكلم بجدة حتى يصل القاضي نور الدين علي الوفائي ناظر ومتكلما وناظرا وصيرفيا، ومرسوم يقال للقاضي، ومرسوم آخر لعله لهزاع فإن في بعض الأوراق أن المراسيم خرجت لهزاع من مصر من شهر وأن نور الدين الوفاي رافع في نائب جدة قايتباي، وفي زين الدين المحتسب، فضرب الثاني وخسر ورسم على الأول، وخسر، ومات القاضي سالم مباشر أمير كبير كان.

وجاء لمكة ورقة من بعض المراكب الهندية، وهو من الملعقي/وهو بقرب جدة، وكذا أزبكي وكنبايتي، وأخبروا بمراكب إثنين أو ثلاثة من كنباية وواحد من دابول وستة أو أكثر من كاليكوت، وواحد من فوقه، والله أعلم بصحة ذلك، ويقدر


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) وكان وجعه الدف، وهو أكبر أولاد أبيه. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٠. الدف: يقال رماه الله بذات الدف، أي بذات الجنب، قرحه تصيب الإنسان في داخل جنبه عند أطباء العرب، وفي الطب الحديث التهاب الغشاء المحيط بالرئة. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ١/ ٢٨٩.
(٣) العوق: الأمر الشاغل. والذي لا خير عنده، وعاقه عن الشيء - عوقا: منعه منه وشغله عنه. إبراهيم أنيس ورفاقه: المعجم الوسيط ٢/ ٦٣٧.