وفي ليلة السبت، حادي عشري الشهر، وصل للمعلاة بناخوذة الزنكي مال ومركب، وجهز بالمعلاة، ودفن بها، وكان ولده مات قبله بالمراسي وحمل للمعلاة وجهز بها، ودفن بها.
وفي يوم الجمعة، سابع عشري الشهر، وصل إلى الشريف وهو بالوادي قاصد من ابن خلف الله الإبراهيمي، وهو مع الحاج من بدر أو من عامر بن شقمق قريب يحي بن سبع المحسوك، وأخبر بأن الحاج قليل وأن البلاد لك، ولكن أخاف الحجاج جازان وجماعته زبيد ومعهم يحي بن سبع وبنو إبراهيم، فألبسوه الخلعة وهم سائرون مع الحاج بجمع كثير جدا ويأمره بالاحتراس، وأن يكون بمكة، وفي نيتهم نهب جدة أو الحجاج أو مكة، والله يردهم خائبين.
فعاد الشريف إلى مكة، ووصلها ليلة السبت ثامن عشري الشهر وتسامع الناس بذلك، فنهبت قافلة جدة والشريف ضعيف جدا، وغلا السعر وأرتفع سعر الحب، والله يقدر للمسلمين ما فيه الخير.
وفي هذا اليوم، وهو يوم الجمعة، ماتت بنت اسمها أمة الرحمن لعبد اللطيف بن أبي الخير بن عبد اللطيف الفاسي من قريبته فاطمة (١) بنت القاضي الحنبلي عبد اللطيف، وصلي عليها بعد العصر، ودفنت بالمعلاة عند سلفها.
واستمر الشريف بمكة، وأنه ما يلاقي جازان والعسكر إلا بمكة، وكان معه جمع كثير من زهران (*١) وبني أوس وبني دوس وغيرهم.
(١) فاطمة ابنة عبد اللطيف بن أبي السرور محمد بن عبد الرحمن بن أبي الخير محمد أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي، ولدت في جمادي الأولى سنة ٨٤٥ هـ بمكة، وماتت في المحرم سنة ٨٧٧ هـ بمكة، ودفنت بالمعلاة. عمر بن فهد: إتحاف الورى ٤/ ٥٦٠. السخاوي: الضوء اللامع ١٢/ ٩٥.