كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل صفر الخير ليلة الأحد سنة ٨٨٦. - ج: 1 - ص: 132

وفي يوم الخميس تاسع عشر الشهر جيء إلى مكة بشخص من جبل عرفة (١) يقال له: الشيخ عبد الله ادعى الصلاح، وجلس بالجبل من حين توجه الحاج كما زعم.

وتردد العوام (٢) وغيرهم لزيارته، ثم نقل عنه كلام سيئ قبحه الله تعالى، فبلغ ذلك شيخ الإسلام قاضي القضاة برهان الدين بن ظهيرة فأرسل إليه من اختبره فوجدوه رافضيا (٣) خبيثا مع ما نقل عنه من الكلمات الكفرية والأفعال القبيحة الدنية،

---

(٦) هو: محمد أبو الخير - الملقب بالطيب وبه اشتهر - ابن عمر بن محمد بن علي بن محمد بن إدريس بن غانم بن مفرج الجمال بن السراج أبي حفص بن الجمال أبي راجح العبدري الشيبي الحجبي المكي الشافعي، ولد في أثناء رجب سنة ٨٤٥ هـ بمكة ونشأ بها فحفظ القرآن وغيره وعرض على السخاوي بمكة. السخاوي: الضوء اللامع ٨/ ٢٥٨ ترجمة رقم ٧٠٠.
(١) جبل عرفة - وهو جبلها المشهور - أكمة صغيره يصعد عليه بعض الحجاج يوم الوقوف وليس ذلك من الوقوف، إذ قال ﵊ (وقفت هاهنا وعرفة كلها موقف … الحديث) رواه مسلم في كتاب الحج حديث رقم ٢١٨٣. ويسمى هذا الجبل: جبل "الرحمة" و "القرين" و "النابت" وغيره. البلادي: معجم معالم مكة، ص ١٨٢، معجم معالم الحجاز ٦/ ٧٥ - ٧٦.
(٢) العوام (العامّة من الناس): خلاف الخاصّة. وتجمع على عوامّ والمقصود بالعامة في المجتمع الإقطاعي المملوكي سكان المدن باستثناء رجال القلم وطبقة المماليك، حتى أن "مياسير" التجار كانوا يعرفون "بياض العامة" وأما السواد الأعظم فهم دون بياض العامة ثروة ومكانة ممن لا عمل ثابتا لهم وربما أطلقت كلمة العوام وأريد بها في أغلب الأحيان هذه الطبقة. ابن تغري بردي: النجوم الزاهرة ١٥/ ٨٤ حاشية (١)، أنيس: المعجم الوسيط، ص ٦٦٠.
(٣) رافضيا (الرافضي): ورفض الشيء. تركه وجانبه ورماه وطرده. والرّافضيّ مفرد جمعها روافض، وهم من يذهب مذهب الرّافضة، وهم فرقة من الشيعة تجيز الطعن في الصحابة، وسمّوا بذلك لأن أوّليهم رفضوا زيد بن علي حين نهاهم عن الطّعن في الشيخين، -