للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وما أمكن [الذين] (١) بالجلاب يترلون خوفا من أن تأتيهم خيل جازان وعسكره، فتأخروا (٢).

وأرسل ابن بركوت للشريف بركات، وذكر له أن الجلاب وأهلها متشوشون، والمقصود إرسال من يعشرونهم، ما يعطون العشور إلا حب، وجمال تحمل ما يعشروا ويباع.

فأرسل الشريف بركات بن محمد، سبيع بن راجح، ومعه جماعة وجمال، لينجلون (٣) ويعشرون ويحملون ذلك إلى مكة، ويقال إن التنجيل يكون بالسوداء.

وتوجه الشريف جازان لجدة وعاد العسكر.

ثم في صباح يوم الأربعاء، حادي عشري الشهر ذكر، بعض المنافقين أن جازان وعسكره واصلين، وأنهم وصلوا إلى مقتلة الكلاب، ولم يجيء للشريف طلائعه ولا نيته بذلك، فخرج الشريف والناس بالسلاح الكامل إلى خارج مكة، وكان الشريف أولهم وعاد بسرعة، ثم تلاحق الناس في الخروج ثم في العود بعده، وكان يوما مشهودا، وصادف بشارة أخرى، وهي مجيء كتاب للسيد بركات من أخيه الشريف قايتباي، بأنه مسك الشريف محمد بن علي بن حسن (٤) وأراه أقبل، [وقال] (*١) الناس إنه بالسعدية، وأنه يصل يوم الجمعة، فسر الناس بذلك، ولم يصح أنه بالسعدية.


(١) وردت في الأصول "الذي"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٢.
(٢) وكان السيد قايتباي أخو السيد بركات توجه لجهة اليمن لإستفزاع العربان. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٣.
(٣) ينجلون: يظهرون. المنجد في اللغة والأعلام، ص ٧٩٢.
(٤) وأرسله للجزيرة، فإنه أفسد عليه كثيرا، ومسك إثنين من جماعة ابن حرام أخاه وغيره وقتلهما. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٣.