للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ووصل الخبر لمكة أن الشريف جازان وصله عسكر كثير من ينبع، ولم يحقق ذلك وصح.

ثم في صبح يوم الجمعة ثالث عشري الشهر، وصل الخبر بأن الشريف جازان وعسكره واصلون، فلم يظهر، ثم تحقق ووصل أوله إلى الزاهر وتكاملوا في يومهم.

فلما تحقق الشريف بركات والعسكر والناس، خرجوا إلى الخندق الأعلى بالمعلاة، وطلع العرب وغيرهم على الجبل المشرف على الزاهر الصغير، ونزل بعضهم إلى الزاهر الصغير، ولقيوا بعض جماعة الشريف جازان وهم بلحف الجبل المتعل بالبكا، وصاروا يترامون بالحجارة ويتساببون إلى أن حجز بينهم الليل، ثم هرب خيال من بني إبراهيم، من الذين كانوا مع الشريف بركات من درب الشبيكة إلى جماعته مع السيد جازان.

فلما رحل كان في صبح يوم السبت، رابع عشري الشهر، رحل الشريف جازان وعسكره من الزاهر وجاءوا إلى المعلاة من الخرمانية فطلع غالب خيلهم جبل عبد الله بن عمر (٢)، ولم يكن ذلك في حساب أهل مكة، فأن الرجل كان به قليل، وغالب الرجال كان في الجبل (٣) مقابله فأقبلوا عليهم بالرجم فردوا المقاتلين لهم، بل وقتلوا واحدا من خيالتهم وأخذوا فرسه (٤)، ثم جاءهم جملة من [الخيالة] (*١) من


= *١) وردت في الأصول "وكان" وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.
(٢) جبل عبد الله بن عمر: يقع في الحجون، وعرف بذلك لأن فيه ما يقال قبر عبد الله بن عمر بن الخطاب . الفاسي: شفاء الغرام ١/ ٥٠٠.
(٣) جبل الحجون. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٤.
(٤) واسمه عنيتر الزبيدي. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٤.