للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أعلاهم، فبقوا تحتهم، فصاروا يتراجعون إلى أن نزلوا من شعب عامر والخيل وراءهم، ولم يصل أحد من الطريق الجادة فيقابله الذين عند الخندق.

وجاء جميع الخيالة وهم الشرفاء ذوي أبي نمي، وغيرهم الذين بشعب عامر إلى السيد بركات والترك، وهم عند الخندق، فلما رأى الشرفاء والرجالة [كثرة] (٢) الخيل وأنهم ملكوا شعب عامر ولّوا راجعين إلى مكة منهزمين، فوقف بعدهم ساقة الشريف بركات والترك، فلما رأوا الخيل والعسكر انهزموا عنهم، ما وسعهم إلا الرجوع إلى مكة، فواجهوا الخيل خارجة من شعب عامر، فواقعهم الشريف بركات فولوا راجعين [عنه] (٣)، واستمر هو والترك إلى الخندق الثاني، ووقفوا هناك فجاءوهم أيضا من خلفهم من سوق الليل من المجزرة إلى [المدعى] (٤)، فقابلهم الشريف والترك فهربوا من جهته، واستمر هو والترك إلى أسفل مكة، والطلب خلفه - يقال - إلى أن وصلوا إلى [الثنية] (٥) التي عند قوز النكاسة، التي يتوصلون منها إلى الممدرة (٦) وعادوا عنهم. ويقال إن الشريف بركات والترك عادوا عليهم هناك، وقتلوا بعضهم وقتلوا بعض خيلهم، وقتل تركي هناك ولم يتحقق ذلك.


= *١) وردت في الأصول "الخيل"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٤.
(٢) وردت في الأصل "أكثره" والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٣) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٤ لسياق المعنى.
(٤) وردت الكلمة في الأصول مطموسة، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٥ لسياق المعنى.
(٥) وردت في الأصل مطموسة، والتعديل من النسخة "ب" لسياق المعنى.
(٦) الممدرة: بذي طوى، عند بئر بكار، ينقل منها الطين يبنى به أهل مكة، إذا جاء المطر استنقع الماء فيها. الأزرقي: أخبار مكة ٢/ ٢٩٨.