للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واستمر الشريف بركات ومن معه من الترك ومن سبقه أو لحقه من الشرفاء والخيالة والرجال إلى جهة اليمن إلى أن استقر [عند عرب بني سليم] (١)، وتلاحق بهم خلق كثير من مشاة ذوي حسن وأهل مكة والعبيد والصغار، ووصل إليهم العسكر الذي كان باليمن. وأما الذين دخلوا مكة (٢) فأقبلوا على قتل الرجال والنساء والصبيان ونهب البيوت وسبي العبيد والإماء، بل وكثير من أمهات الأولاد وأولاد الناس، وصار القاصد جلال الدين يصيح من أعلى بيته، يقول: اقتلوهم كلهم، بل وكان يراسل جازان، ويقول له: تعال وأقتل الكل، ودرك السلطان في الترك عليّ، وكان ولده يقول: كل من قتل مكي أو تركي أو حاج كأنما حج حجة فالله يقبلهما على ما قالا، واستفك الناس كثيرا من العبيد والإماء وغالبهم ذهبوا به وأبوا عليه، وتوجهوا بكثير من النهب لينبع، ولفريق زبيد وهو ببئر شميسي، [ولجدة] (٣) وباعوا الكثير بمكة بأرخص/الأثمان، وبيع النحاس والصيني بما لا يذكر، واشترى من لا يخاف الله ذلك، بحيث قالوا قد عاد كل شيء وما راح شيء وغالب المصاغ لم يظهر بل كله إلا اليسير، واستفك من له قدره بعض قماشهم وحوائجهم بما هو أحسن من الشراء، ونهبنا (٤) في جملة من نهب، وأخذ لنا عبد وجارية، وتعبنا في تخليصهما لقلة الدرهم، وليقنا بعض الحوائج بأبخس الأثمان، فعجزنا عن شرائها لعدم القدرة، بل عجزنا عن النفقة، وأراد الله لبعض الناس خيرا بأن سلمت بيوتهم على مال جعلت لمن حضرهم، وغلب بعضهم بأن أخذ زائد أو نهب شيئا آخر، بل أخذ الشريف جازان


(١) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول وما أثبتناه من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٥ لسياق المعنى.
(٢) ودخل السيد جازان وعسكره مكة. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٥.
(٣) وردت في الأصول "لحدة"، وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٥.
(٤) المقصود بالذي نهب هنا هو المصنف العز ابن فهد.