للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليولوه ينبع، فعاد وكان معه من الخيل نحو المائة المستعدة ومن الرجال نحو الألف، وكان يظن أن الأمر له ومعه ابن عم يحي بن سبع اتفق معه على الخلعة الثانية له، فصار يقول له: نادي بالبلاد وينظر أن كان كثير العرب ما يتفرق عنه، ويجيئوني الصيادلة من جماعته.

واجتمع يحي بن سبع بالأميرين وخلع عليه، أو أرسل له خلعة، ولم يحدثوا بينبع شيئا، وما عرفنا الموجب لذلك هل هو للإصلاح أو طمعا في المال أو عجزا عنهم، فإننا سمعنا أنهم في قوة عظيمة ولا طاقة لأحد بهم وأخبرنا من شاهدهم من المكيين الواصلين مع الحاج، إنّ من لم يقدّر بركات بن محمد فهو كافر (١)، فأنني رأيت خلقا لا طاقة لأحد بهم، وإنهم في خلق يعادلون الرجال والخيل والإبل، فالله يشتت شملهم وينصرنا عليهم، ويأخذ ثأرنا منهم، وهو على ما يشاء قدير.

وفي ليلة السبت، ثامن الشهر، وصل الأمير شاهين الجمالي شيخ الطواشية بالمسجد النبوي، ولم يجيء إلا برفيق من زبيد، ويقال إنه بمائة دينار أو أكثر، ووصل معه جماعة من أهل المدينة، ومن كان بها من الغرباء، وقالوا لم يصل أحد من حاج الشام، وما عرفنا السبب وسيظهر، واستمر الشرفاء عندهم إلى يوم السبت المذكور، وتوجهوا بهم إلى عرفات نهارا بالجنازير والقيود، وعلى الخيل، وعليهم برانس السلاسل تظهر لكونها من حلق كل واحد منهما إلى حلق مملوك خيال محاذيه، إلا الشريفين شرف الدين رميثة [وقايتباي] (٢) اللذين عند أمير أول، فحملا في شقدفين،


(١) لقد أوجب الإسلام طاعة ولي الأمر، ومخالفته تعتبر معصية إذا كان غير عاصي لله.
(٢) ما بين حاصرتين لم ترد في الأصول، وما أثبتناه هو الصواب لسياق المعنى.