للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وجاء الأمراء إلى الكعبة فكسيت، ولم يدخلها الأتابك، وعادوا إلى المسجد، والشرفاء إلى المدرسة كما تقدم، عنده وعند أمير الأول.

وفي يوم الجمعة رابع عشر الشهر، ضيق على الشريف عنقا، بحيث أفرد في خلوة حتى قرر عليه عشرة الاف دينار، وجاء بمصاغ وأمر بالمنادي على بيوته، بل وقالوا إنهم يشترون إبله، والله يلطف به وبالمسلمين.

ثم جيء بإبل كثيرة، يقال نحو الثلاثمائة، منها مائة عن عنقا ومائتان عن الشريف بركات، وكأنه قرر عليه مال أيضا، ويقال إنها ثلاثون، منها عشرة معجلة، ومنها ثلاثمائة حمل بستة الاف دينار، كل واحدة بعشرين دينار، ويكمل الباقي نقدا، وعنقا عليه مائتا حمل بثلاثة آلاف دينار.

وفي أوائل هذه الجمعة الآتية، مات أحمد بن الجندى المنور المكي، وصلي عليه ضحى عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة، وعلي بن الخولي المصري، وصلي عليه عند باب الكعبة، ودفن بالمعلاة.

وفي ليلة الأربعاء، تاسع عشر الشهر، أو صبيحتها، مات بدر الدين المصري أحد عبيد الشريف بركات وخواصه، ممن قطعت إحدى يديه في هذه القتلة.

وفي يوم الجمعة، حادي [عشري] (١) الشهر، وصل مكة الشريف محرم (٢) بن هزاع بن محمد بن بركات، ومعه جماعة من بني حسن، والشريف بطاح والشريف باز ابن عم يحي بن سبع خليفته الذي يلبس الخلعة الثانية، وسبقهم بطاح بالدخول إلى مكة ثم الأتابك، واستأذن لهم فأذن ودخلوا عليه وأسقاهم سكرا، ثم خرجوا من عنده


(١) وردت في الأصول "عشر" وما أثبتناه هو الصواب بعد تتبع أيام الشهر.
(٢) محرم بن هزاع بن محمد بن بركات، زوج الشريفة شمسية بنت السيد بركات. العز ابن فهد: غاية المرام ٣/ ١٢٢، ١٤٨، ٢١٤. جار الله بن عبد العزيز بن فهد: نيل المنى ١/ ٣٥٠.