للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودخلوا على أمير أول، وهو ساكن ببيت إبراهيم بن الزمن بالصفا، فأسقاهم الآخر سكرا، فخرجوا من عنده، وسكنوا آخر بيت الشريف جازان، ثم انتقلوا منه آخر النهار إلى بيت الحبحبي، ولازم بطاح الأمير كبير.

ثم في تاريخه/، اجتمع الأميران (١) والباش بكبيه، والأمير شاهين الجمالي عند الأتابك، وألبس الشريف محرم بن هزاع خلعة وخرج معه بطاح في خدمة الأمير الأول إلى بيته، ثم إلى بيته، ويقال إن من كلام الأتابك: أن جاء جازان فعليه الأمان، وهذا الخاتم ومنديل الأمان، وتوجه له بذلك، وأن لم يجيء فعلت ما أريد، ويقال إنه فارق هو وزبيد أهل ينبع، وجاءوا إلى عند خليص، والله أعلم بما يكون.

وفي آخر يوم الأربعاء سادس عشري الشهر وصل أبو دنقر، وأخبر أن الشريف جازان وصل للوادي أو قربه.

وفي أوائل يوم الخميس، [بكبيه] (٢) اجتمع بالأمراء (٣) والقاضيان الحنفي والمالكي، وكتب صورة حلف الشريف جازان، وتوجه إليه إلى وادي الجموم الضحى العالي القاضيان، وقاضي المحمل والشاهدان (٤) له، والأمير شاهين، والباش بكبيه، ودويداره ليلبسوه الخلعة، ويحلفوه بصورة الحلف المكتوب، فوصلوا الوادي بعد


(١) الأميران هما: انسباي أحد المقدمين أمير الركب الأول، والأتابكي قيت الرجبي، أمير ركب المحمل. ابن إياس: بدائع الزهور ٤/ ٤٩.
(٢) وردت في الأصول "بابيه" وما أثبتناه هو الصواب من العز ابن فهد: بلوغ القرى ق/ ١٣٥ ب.
(٣) الأمراء: المراد بهم أمراء الحج، أمير الركب الأول، وأمير المحمل.
(٤) شهود المحمل: وعادتهم أن يكون اثنين من أهل الخبرة والعدالة، وممن لهم معرفة بالصناعة، وكان تقريرهما من جانب قاضي المحمل، ولا يعزلون ولا يغير إلا بمرض أو موت لأجل حفظ وقائع المسلمين والرعايا بالطرقات على تعاقب السنين، ليكون السجل الحكمي مضبوطا محفوظا. الجزيري: درر الفرائد المنظمة، ص ١٢٤. إبراهيم حلمي: المحمل، ص ١٠٥.