كتاب بلوغ القرى في ذيل إتحاف الورى بأخبار أم القرى

أهل شهرا من الحرام ليلة الجمعة - ج: 3 - ص: 1343

الأربعاء، وسافر معها الشيخ أبو حامد المرشدي وأحد أولاده [وبن] (١) عمه قاسم بن أحمد.

وفي يوم الثلاثاء ثاني عشر الشهر ماتت سعدان بنت بشير عتيق بيت النويري وريحانة عتيقة أم الهدى، والدة الخواجا يحيى وأحمد ولدي الخواجا علي المغربي، وصلى عليهما جميعا بعد صلاة العصر عند باب الكعبة ودفنا بالمعلاة عند أهلهما.

وفي ليلة الأحد ثالث عشر الشهر وصل إلى مكة الشريف عرار بن عجل بن رميح النموي (٢) الذي كان أرسله السيد بركات وأمير الحاج من الطريق إلى السلطان ووصل إلى ينبع بحرا وأوصاه السلطان يلحق الحجاج بمكة ويولي السيد بركات أو من يسير به فعوقه أهل ينبع إلى أن رجع الحاج وواجه [الأمراء] (٣) أو جاء إلى مكة ومعه الشريف يحيى بن سبع، وجماعة من بني إبراهيم وفارقوا الوادي ونزلوا بالخيف من أعمال مكة وعرطوا النخل مستو لهم وبخيلهم.

---

= إلى ذلك عندما قال: "أن بجيلة وزهران وغامد يبادرون لحضور عمرة رجب ويجلبون إلى مكة الحبوب والسمن والعسل … وغيرها" فترخص الأسعار بمكة ويرغد عيش أهلها. ويبدو أن تلك الأطعمة كانت تجلب بالضرورة في موسم الحج. ولقد لعبت قبيلة بجيلة دورا فعالا في توفير الأقوات بمكة خاصة الحنطة واستمر ذلك حتى عام ٩١٠ هـ مما كان له أكبر الأثر في تخفيف حدة الجوع ورغم دخول هذه القافلة إلا أنها لم تخفف من حدة الأسعار بسبب عدم توافر القمح. ولعل من أهم أسباب الغلاء منذ بداية القرن العاشر الهجري حتى سقوط دولة المماليك هو وصول البرتغاليين إلى الهند وقيامهم بأعمال القرصنة ضد السفن التجارية العربية. انظر: ابن بطوطة: الرحلة، ١/ ١٨٣. ضيف الله الزهراني: أسعار المواد الغذائية بمكة، ص ٨٧. سعاد الحسن: النشاط التجاري في مكة، ص ٢٠٤.
(١) وردت الكلمة في الأصل "ووبن" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) النموي: قبيلة من بني الحسن بن علي ﵄ من بني هاشم وهم بنو محمد أبي نمي ابن أبي سعد حسن بن علي بن قتادة، والنسبة إليه نموي. انظر: البلادي: معجم قبائل الحجاز، ص ٥٣٤.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "الأمر" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.