للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي هذه الليلة ماتت طاب الزمان بنت عبد الله [الحبشية] (١) جارية الشريفة أم المسعود بنت عجل بن رميح أخت عرار المذكور أم ولده أحمد الذي أنكره، وصلى عليها بعد صلاة الصبح عند باب الكعبة ودفنت بالقرب من تربة الشيخ عمر العرابي بالمعلاة.

وفي النصف الأول من هذا الشهر ماتت قماري بنت عبد الله الحبشي عتيقة (٢) الحلاوي ودفنت بالمعلاة.

وفي يوم الخميس سابع عشر الشهر ماتت سعيدة بنت مبارك عتيق الضياء الحنفي وصلى عليها عند باب الكعبة ودفنت بالمعلاة.

وفي يوم الأثنين سابع عشر الشهر عند غياب الشمس أحرقت عشش الزيالعة فصادف ذلك [مجيء] (٣) الباش (٤) من أعلا مكة بمن معه فاطفئوها.


(١) وردت الكلمة في الأصل "الجشية" والتعديل من (ب) لسياق المعنى.
(٢) العتق: خلاف الرق، وهو الحرية، وعتق العبد يعتق عتقا وعتقا وأعتقه، فهو: عتيق، ولا يقال: عتق السيد عبده، بل أعتق.
ومن معانيه: الخلوص، وسمى البيت العتيق لخلوصه من أيدي الجبابرة فلم يملكه جبار.
واصطلاحا: زوال الرق عن المملوك، حيث إنه بالعتق يقوى على ما لم يكن قادرا عليه قبله من الأقوال والأفعال ويورثه جمالا وكرامة بين الناس، ويزول عنه ما كان فيه ضيق الحجر والعبودية فيتسع رزقه بسبب القدرة على الكسب والحرية. انظر: الشوكاني: نيل الأوطار ٦/ ٧٨ ابن بطال الركبي: النظم المستعذب ٢/ ١٠٤. صالح عبد السميع الآبي: الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني، ص ٤٥٨.
(٣) وردت الكلمة في الأصل "مجي" والتعديل من (ب) حيث وردت بالرسم الإملائي الصحيح.
(٤) يقصد به باش مكة واسمه "بكباي" هكذا ذكره المصنف مع أن بعض المصادر تطلق عليه بلباي أو بكبيه أو بك باي، كان دويدار للأتابكي أزبك، وكان له دورا كبيرا في أحداث مكة في سنة ٩٠٤ هـ حيث قبض على الجازاني ابن أمير مكة وتم قتله حيث كان مجاهدا عسوفا سفاك للدماء على حد تعبير ابن إياس. انظر: العز بن فهد: غاية المرام ٣/ ١٣٥، ١٣٩،